أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رفيق باعشير يفتح خزينة الأسرار

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي رفيق باعشير يفتح خزينة الأسرار


    حاوره من اندونيسيا / هشام النجار

    رأيته في القطار الذي أقلنا من جاكرتا إلى محافظة أخرى في طريقنا لأحد المؤتمرات العلمية هناك .. فسألتُ أحد المترجمين المرافقين لنا عنه فأخبرني أن هذا الرجل الهادئ الرصين قليلَ الكلام صاحبَ السمْت المميز واللحية الخفيفة والابتسامة الدائمة .. كان الرجل الثاني في الجماعة الإسلامية باندونيسيا بعد أبو بكر باعشير .. وأنه كان أقرب الأصدقاء لباعشير وموضع ثقته ومبعوثه إلى أوربا لسنوات عديدة .

    وأنه عندما علم بقدوم فضيلة الدكتور ناجح إبراهيم ورفاقه من الشرق الأوسط إلى اندونيسيا قطعَ المسافات البعيدة ليرافقهم في جولاتهم العلمية والدعوية وليستمع لأطروحاتهم ورؤاهم .

    كان الرجل لا يترك شاردة ولا واردة ولا همسة ولا حرف إلا سجلها من خلال هاتفه النقال .. وكان يُنصت للحوارات والنقاشات حتى الجانبية منها باهتمام بالغ .

    أثار فضولي وأحسستُ أن وراء هذا الصمت وهذا الشغف أسرار كبيرة وقصص لم تنشر من قبل .

    طلبت من صديقي الغالي ماهر محمد صوليح أن يتولى الترجمة بيننا حيث يتكلم الشيخ عبد الرحمن أيوب العربية بصعوبة .

    وانتهزت فرصة العودة وطول الرحلة بالقطار فكان هذا الحوار الثرى المليء بالأحداث المثيرة والأسرار .

    س : في البداية نرحب بك شيخ عبد الرحمن أيوب ونود التعرف عليك؟

    ج : اسمي عبد الرحمن أيوب مولود في جاكرتا عام 1963م ودرستُ في معهد العلوم الإسلامية التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود في جاكرتا وتخرجت منه في عام 1986م .. وهاجرتُ إلى ماليزيا في نفس العام بعد أن بايعتُ أبا بكر باعشير على الإمارة كزعيم للجمهورية الإسلامية الاندونيسية .

    وأنا تزوجت من استرالية مسيحية اهتدت إلى الإسلام ورُزقت منها ببنت توفيت فيما بعد .. ثم تم الطلاق بيننا .

    س : أين أقمتما طوال فترة زواجكما ؟

    ج : كنت أذهب إلى أفغانستان للجهاد وتسافر هي مع أمها إلى أستراليا ولا نتقابل إلا بعد ثلاث سنوات في اندونيسيا .

    وبعد عودتي من أفغانستان عام 1992م بحث معي كل من أبو قتادة الفلسطيني وعبد الله سونكا وأبو بكر باعشير عن زوجة ثانية لي .. وبالفعل وجدناها وكانت ماليزية وأنجبت منها سبعة منهم أربعة أولاد وثلاث بنات .

    س : اشرح لنا كيف بايعتَ باعشير وما هي الجمهورية الإسلامية الاندونيسية وهل هي دولة مستقلة عن اندونيسيا ومتى حدث ذلك وما الهدف ؟

    ج : بعد استقلال اندونيسيا عام 1945م فكرَ بعض الإسلاميين في إنشاء جمهورية إسلامية تحكم بالشريعة حسب مفهومها ولا تدين بالولاء والطاعة للسلطة القائمة .

    وبالفعل تم إعلان الجمهورية الإسلامية بقيادة عبد الله سونكا وكان نائبه هو أبو بكر باعشير .. وبايعهما الكثيرون وكان مكان البيعة بمدينة سولوا في جاوا الوسطى .

    س : وعلى أي فكر ومنهج قامت هذه الجماعة ؟
    ج : على المنهج التكفيري الانعزالي ، فهي تكفر المجتمع والحكام والسلطةأما المسلمون فهم فقط المنضوون تحت لواء الجمهورية الإسلامية ومن أعطوا البيعة لزعيمها وقائدها .

    س : وكيف كانت قوة الجماعة ومن كان يمولها ؟

    ج : كانت قوية ولديها سلاح وتدريب وكان مركز قوتها في جزيرة جاوا ، ومصدر التمويل هم الأغنياء من المتعاطفين مع هذه القضايا والمنحازين لها ، خاصة وأن الجماعة كانت تقوم بعمليات عسكرية ضد بقايا الاحتلال الهولندي بعد رحيله ، فضلاً عن عملياتها ضد السلطة المحلية والسياح الأجانب باعتبار هذه السلطة مناوئة ومناهضة لسلطة " جمهورية اندونيسيا الإسلامية " التي صاروا هم قادتها وزعماءها .

    س : حدثنا عن عبد الله سونكا .. ما هي أهم صفاته ومميزاته ؟

    ج : كان سونكا حافظاً للقرآن الكريم وكان يتمتع بذاكرة ممتازة وقوة الحفظ ، وكان صاحب هيبة وشخصية وقورة وقوية .

    س : وما الذي جعله يعارض السلطة بهذا الشكل العنيف ويشكل كياناً موازياً ودولة داخل الدولة ، بالرغم من قوة وغلبة الإسلام في اندونيسياً شعبياً ونخبوياً ؟

    ج : هو رفض المبادئ الخمسة الأساسية في الدستور الاندونيسي والتي تمثل منهج وفلسفة الدولة بعد الاستقلال .

    س : وكيف أعلن رفضه .. هل كتبه في مقال أم في منشور ؟

    ج : لا .. أنما قال ذلك في إحدى خطبه .

    س : وهل كان مسموحاً له بالخطابة ؟

    ج : كان يمتلك ويدير معهداً تعليمياً خاصاً وكان ملحق به مسجد يخطب به وهناك أعلن رفضه للدستور وللمبادئ الخمسة ، فتم سجنه عام 1982م في عهد الرئيس سوهارتو .

    س : وماذا عن أبو بكر باعشير الذي كنت أنت أحد أهم رفاقه ومعاونيه ؟

    ج : باعشير ليس حافظاً للقرآن الكريم ومستواه في تحصيل العلم الشرعي عادى أو أقل من المتوسط ويتحدث العربية .

    س : طالما هو كذلك لماذا يحظى إذا بحب مريديه ، وعرفتُ أن له تأثير على شباب جماعته ؟

    ج : هو يمتلك هيئة محببة ويتميز بالدقة والإتقان والنظام ويحنو على أتباعه ويبالغ في التودد إليهم .

    وكان يعمد إلى إظهار الحب للناس العاديين لكي يقبلوا على جماعته وينضموا إليها بالرغم من أنه يكفرهم لكونهم خارجين عن الجمهورية الإسلامية ولم يعطوه البيعة .

    س : ومن أين جاءته هذه الأفكار وبمن تأثر ؟

    ج : هو تأثر كثيراً بالشيخ المصري عمر عبد الرحمن الأب الروحي للجماعة الإسلامية المصرية المسجون الآن في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبسبب هذا التأثير أنشأ أبو بكر باعشير الجماعة الإسلامية باندونيسيا بدلاً من الجمهورية الإسلامية وذلك في سنة 1993م .

    س : لكن الشيخ عمر عبد الرحمن لا ينتهج المنهج التكفيري ؟

    ج : أبو بكر باعشير لم يكفر السلطة والحكومة في بادئ الأمر ، لكنه استخدم أبجديات الجماعة الإسلامية المصرية في ملفات الدعوة والجهاد والحسبة .

    س : وما الذي حدث بعد ذلك ليخترق التكفيرُ جماعة سونكا وباعشير ؟

    ج : هؤلاء القادة سافروا إلى أفغانستان للجهاد هم وكثيرون من أتباعهم ، وهناك اختلطوا بمجموعات وانتماءات وأفكار شتى ، لكن كان التأثر واضحاً بمنهجين أساسيين ، هما منهج تنظيم الجهاد والقاعدة ورموزهما وخاصة بن لادن والظواهري ، ومنهج الجماعة الإسلامية المصرية .

    ونستطيع أن نقسم الإسلاميين في اندونيسيا بعد العودة من أفغانستان إلى فريقين :

    الأول : دعوى جهادي دون تكفير وتفجير ، وكان على رأس هذا الفريق أنا وأبو بكر باعشير وعبد الله سونكا .

    الثاني : أتباع أسامة بن لادن وهؤلاء فكرهم تكفيري ، وهم الذين قاموا بتفجيرات بالى عام 2002م .

    س : لكن أبو بكر باعشير محكوم عليه في قضايا تفجيرات واعتداءات مسلحة وأظنه مرتبط بتفجيرات بالى ؟

    ج : نعم ، وأنا أقصد بأن الجماعة كانت كيان واحد وليس قسمين منفصلين ، أنما كان بداخلها هذان الصنفان ، والاثنان كانا تحت قيادتنا أنا وسونكا وباعشير .

    س : نريد التعرف على دورك التنظيمي داخل الجماعة الإسلامية باندونيسيا أو الجمهورية الإسلامية سابقاً كما أطلقوا عليها ؟

    ج : بعد هجرتي إلى أستراليا عام 97م عملت ممثلاً للجماعة الإسلامية بأستراليا ، ثم مثلت باعشير في أوربا بعد ذلك ، وكانت طبيعة عملي دعوية ولمد جسور التواصل بين الجماعة في اندونيسيا ورجال العلم والدعاة والجمعيات الإسلامية في أوربا .

    س : نريد أن نقف على نقطة التحول في حياتك ومراجعاتك الشخصية وكيف نقدت ذاتك ونبذت الفكر التكفيري ؟

    ج : أثناء وجودى في أستراليا قمت بعمل محادثات على الانترنت مع طلبة علم ودعاة وبعض العلماء العرب ، وتعمقت في النقاش معهم حول جميع القضايا الملتبسة لدى والمتعلقة بالتكفير والجهاد والعمليات القتالية داخل المجتمعات الإسلامية وفكرة الجاهلية والطاغوت .. الخ .

    ومن هنا بدأتُ بجدية مراجعة أفكاري السابقة واسترجعت كل ما مضى ووضعته على ميزان الواقع والشرع ، فوجدت أنني ابتعدت كثيراً جداً وتجاوزت حدود الدين وأصول السنة ، وبالفعل رسخت داخلي قناعة بالخروج من هذا الإطار وهذه القوقعة الخطيرة والعودة إلى رحاب الدين السمح الوسطى بانفتاحه ويسره ورحمته وعدله مع المسلم وغير المسلم وتسامحه وإحسانه حتى مع المسيء .

    س : وهل واجهت صديقك باعشير بهذا التطور والتحول الكبير ؟

    ج : أنا تيقنت أنني سأتخذ هذه الخطوة لا محالة أن عاجلاً أو آجلاً ، لكن هذه الخطوة الإستراتيجية الكبيرة كانت تحتاج التأني كثيراً واختيار الوقت المناسب لإعلانها نظراً لحساسية موقفي وعلاقتي القوية بأبو بكر باعشير ومسئولياتي الكبيرة داخل الجماعة ، وعدتُ إلى اندونيسيا وحضرت الاجتماعات بنية صلة الرحم فقط ، وفى الظاهر هم يظنوننى أنني معهم .

    س : ماذا كان من الممكن أن يحدث معك إذا صارحتهم بالأمر .. هل كانوا ليلحقوا الأذى بك ؟

    ج : نعم كان من الممكن أن يحدث ذلك ، خاصة وأن الجماعة في ذلك الوقت كانت قوية جداً ومرهوبة ومسموعة الكلمة .

    س : وهل حدث وألحقوا الأذى بآخرين قبلك خرجوا من الجماعة ؟

    ج : نعم حدث ذلك كثيراً خاصة في مراحل الجماعة الأولى حينما كان فكر التكفير غالباً وفى ذروة تشدده ، فقد قتلوا خمسة أفراد بتهمة الخيانة ، فهم يعتبرون الخروج خيانة للعهد ونكوصاً في البيعة .

    س : من هم بالضبط الذين قاموا بتفجيرات بالى الشهيرة ؟

    ج : هذه القضية لها قصة طريفة معي ؛ فعندما وقعت تفجيرات بالى كنت قد عدتُ لتوى من أوربا عقب تفجيرات نيويورك عام 2001م ، ولم تعرف الشرطة هوية من نفذوا التفجيرات ، بل أن الشرطة اشتبهت في أنا حيث وقعت التفجيرات عقب عودتي من أوربا مباشرة وظنوا أنني جاسوس أسترالي .

    والحقيقة غير ذلك تماماً ، حيث عدت وفى قلبي العودة إلى صحيح السنة والشرع والابتعاد عن التكفير والصدام مع الحكومة ، وكانت أيضاً عودتي تحت ضغط حملة الكراهية التي اجتاحت أوربا كلها عقب تفجيرات سبتمبر 2001م ، حيث نظروا إلى كل ملتحي على أنه ارهابى منبوذ .

    س : لكن هل قبضت عليك أجهزة الأمن في اندونيسيا عندما تشككوا في كونك مدبر التفجيرات ؟

    ج : البوليس جاء ليقبض على ، لكنني تمكنت بأعجوبة من الهرب ، واستطعت الاختباء لمدة ثلاثة أشهر ، وكنت أتنقل دائماً من مكان إلى آخر ، ولم أكن أمكث لأسبوع متواصل في مكان واحد .

    ومن يومها انقطعت علاقتي تماماً بالجماعة ، وكانت فرصة للابتعاد عن أفرادها وعدم التواصل مع زملائي القادة بحجة الوضع الأمني ، لكنني كنت بالفعل أريد ذلك حتى لو لم تحدث هذه الظروف .

    س : لكن لم تجب على سؤالي حول هوية منفذي انفجارات بالى ؟

    ج : نعم تابعت الأحداث يومها من خلال التلفاز ، وتعرفت على المنفذين .

    س : ومن هم ؟

    ج : الأول اسمه مخلص على غفران ، وكان زميلاً لي في الجهاد في أفغانستان .

    والثاني تلميذ لي وطالب عندي اسمه أمام سامودرا ، وآخر اسمه أمرازى ، وجمعهم اندونيسيون وجميعهم من الجماعة الإسلامية التابعة لباعشير ، وجميعهم حُكم عليهم بالإعدام .

    س : متى أعلنت موقفك وعرف باعشير أنك تركت الجماعة بعد مراجعاتك الفكرية ؟

    ج : حدث ذلك بالضبط عام 2004م ، عندما كتبت رسالة الى باعشير في السجن ، وقلت له فيها : " الآن فهمت ووضعت عقلي وقلبي على طريق سنة الرسول الصحيحة ، بعد أن أيقنت أنني كنت في ضلال وبدع .

    وقد عزمت ألا أضع نفسي موضع الريبة من يومها وألا أورط نفسي في تنظيمات أو جماعات توظف الدين التوظيف الخاطئ وترتكب أفعالاً تشوه الدين وتضر بالأوطان .

    س : وكيف كان موقف باعشير وكيف استقبل هذا الخبر ؟

    ج : باعشير يعتبرني أستاذه وفى مقام والده ، فكانت هناك حدود لا يستطيع هو تخطيها معي أنا بالذات ، هذا فضلاً عن رحلة صحبة وكفاح وجهاد طويلة ليس في اندونيسيا فقط ، بل في ماليزيا ومورو وأفغانستان أيضاً ، وكنت خلال هذه المحطات جميعاً الصديق الأقرب له وموضع ثقته ومشورته .

    ومهما كان غضب باعشير وحزنه على هذا التحول ، إلا أن هذا اختياري وهذه قناعاتي التي أجتهد قدر استطاعتي جذب أكبر عدد من رفاقي القدامى لاعتناقها والتسليم بها ومنهم أبو بكر نفسه .

    س : وهل تجد استجابة ؟

    ج : نعم بفضل الله استجاب الكثيرون ، وأنا أعلم تلاميذي الأصول الثلاثة والعقيدة الصحيحة والفهم الصحيح للإسلام ولنصوص القرآن والسنة .

    س : ماذا تتمنى وتدعو الله تعالى ليتحقق .. في ختام حوارنا الجميل معك ؟

    ج : أتمنى أن تستقر أوطاننا المسلمة ونتصالح مع بعضنا البعض حكاماً ومحكومين ونتعاون لنصرة الدين والشريعة والدعوة وحماية الأوطان ، وأتمنى وأدعو الله سبحان لشبابنا الهداية والسداد على طريق خدمة دينهم وأوطانهم بإخلاص وعلم وحكمة .

    وأشكر فضيلة المفكر الإسلامي الكبير الدكتور ناجح إبراهيم وأشكرك أستاذ هشام النجار وأشكر الشيخ على الحلبي على هذه الجهود العلمية المباركة ، أسأل الله تعالى أن يرفع الله بها قدركم في الدنيا والآخرة ويجعل بذلكم وتعبكم وتحملكم المشاق فيس موازين حسناتكم .

    والحمد لله رب العالمين.

    الاثنين الموافق:

    19 صفر 1435هـ

    23-12-2013م

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    س : اشرح لنا كيف بايعتَ باعشير وما هي الجمهورية الإسلامية الاندونيسية وهل هي دولة مستقلة عن اندونيسيا ومتى حدث ذلك وما الهدف ؟
    ج : بعد استقلال اندونيسيا عام 1945م فكرَ بعض الإسلاميين في إنشاء جمهورية إسلامية تحكم بالشريعة حسب مفهومها ولا تدين بالولاء والطاعة للسلطة القائمة .
    وبالفعل تم إعلان الجمهورية الإسلامية بقيادة عبد الله سونكا وكان نائبه هو أبو بكر باعشير .. وبايعهما الكثيرون وكان مكان البيعة بمدينة سولوا في جاوا الوسطى .
    س : وعلى أي فكر ومنهج قامت هذه الجماعة ؟
    ج : على المنهج التكفيري الانعزالي ، فهي تكفر المجتمع والحكام والسلطةأما المسلمون فهم فقط المنضوون تحت لواء الجمهورية الإسلامية ومن أعطوا البيعة لزعيمها وقائدها .
    س : وكيف كانت قوة الجماعة ومن كان يمولها ؟
    ج : كانت قوية ولديها سلاح وتدريب وكان مركز قوتها في جزيرة جاوا ، ومصدر التمويل هم الأغنياء من المتعاطفين مع هذه القضايا والمنحازين لها ، خاصة وأن الجماعة كانت تقوم بعمليات عسكرية ضد بقايا الاحتلال الهولندي بعد رحيله ، فضلاً عن عملياتها ضد السلطة المحلية والسياح الأجانب باعتبار هذه السلطة مناوئة ومناهضة لسلطة " جمهورية اندونيسيا الإسلامية " التي صاروا هم قادتها وزعماءها .
    ****
    س : وماذا عن أبو بكر باعشير الذي كنت أنت أحد أهم رفاقه ومعاونيه ؟
    ج : باعشير ليس حافظاً للقرآن الكريم ومستواه في تحصيل العلم الشرعي عادى أو أقل من المتوسط ويتحدث العربية .
    س : طالما هو كذلك لماذا يحظى إذا بحب مريديه ، وعرفتُ أن له تأثير على شباب جماعته ؟
    ج : هو يمتلك هيئة محببة ويتميز بالدقة والإتقان والنظام ويحنو على أتباعه ويبالغ في التودد إليهم .
    وكان يعمد إلى إظهار الحب للناس العاديين لكي يقبلوا على جماعته وينضموا إليها بالرغم من أنه يكفرهم لكونهم خارجين عن الجمهورية الإسلامية ولم يعطوه البيعة .
    س : ومن أين جاءته هذه الأفكار وبمن تأثر ؟
    ج : هو تأثر كثيراً بالشيخ المصري عمر عبد الرحمن الأب الروحي للجماعة الإسلامية المصرية المسجون الآن في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبسبب هذا التأثير أنشأ أبو بكر باعشير الجماعة الإسلامية باندونيسيا بدلاً من الجمهورية الإسلامية وذلك في سنة 1993م .
    س : لكن الشيخ عمر عبد الرحمن لا ينتهج المنهج التكفيري ؟
    ج : أبو بكر باعشير لم يكفر السلطة والحكومة في بادئ الأمر ، لكنه استخدم أبجديات الجماعة الإسلامية المصرية في ملفات الدعوة والجهاد والحسبة .
    س : وما الذي حدث بعد ذلك ليخترق التكفيرُ جماعة سونكا وباعشير ؟
    ج : هؤلاء القادة سافروا إلى أفغانستان للجهاد هم وكثيرون من أتباعهم ، وهناك اختلطوا بمجموعات وانتماءات وأفكار شتى ، لكن كان التأثر واضحاً بمنهجين أساسيين ، هما منهج تنظيم الجهاد والقاعدة ورموزهما وخاصة بن لادن والظواهري ، ومنهج الجماعة الإسلامية المصرية .
    ونستطيع أن نقسم الإسلاميين في اندونيسيا بعد العودة من أفغانستان إلى فريقين :
    الأول : دعوى جهادي دون تكفير وتفجير ، وكان على رأس هذا الفريق أنا وأبو بكر باعشير وعبد الله سونكا .
    الثاني : أتباع أسامة بن لادن وهؤلاء فكرهم تكفيري ، وهم الذين قاموا بتفجيرات بالى عام 2002م .
    س : لكن أبو بكر باعشير محكوم عليه في قضايا تفجيرات واعتداءات مسلحة وأظنه مرتبط بتفجيرات بالى ؟
    ج : نعم ، وأنا أقصد بأن الجماعة كانت كيان واحد وليس قسمين منفصلين ، أنما كان بداخلها هذان الصنفان ، والاثنان كانا تحت قيادتنا أنا وسونكا وباعشير .
    معلومات هامة عن قامات في الجماعات الإسلامية بأندونيسيا كانت لها بصمة مهيبة في المشهد بدوافعه وتداعياته
    شكرا لما ترفدنا به من حصاد رحلتك الرائعة أيها الكريم

    لا حرمناك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    معلومات هامة عن قامات في الجماعات الإسلامية بأندونيسيا كانت لها بصمة مهيبة في المشهد بدوافعه وتداعياته
    شكرا لما ترفدنا به من حصاد رحلتك الرائعة أيها الكريم

    لا حرمناك

    تحاياي
    أكرمك الله وحفظك ورعاك وسدد خطاك وأجرى قلمك بالحق وحبب فيك الخلق سيدتى الكريمة مبدعتنا الكبيرة الأستاذة ربيحة الرفاعى
    يشرفنى دائما توقيعك السخى .
    تقديرى وأمنياتى ودعواتى .

المواضيع المتشابهه

  1. جنون الهمس ,وأريج الأسرار
    بواسطة محمد نديم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 08-02-2022, 05:54 PM
  2. الأسرار الصحية لصلاة القيام
    بواسطة ابراهيم عبد المعطى في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-09-2007, 01:20 AM
  3. برزخ الأسرار
    بواسطة عاشق البحار في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 14-08-2007, 06:48 PM
  4. تدق باب السما.....كي يفتح البابُ...
    بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 17-01-2007, 05:45 PM