أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الأمة بين الانقياد والقيادة

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي الأمة بين الانقياد والقيادة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الأمة الإسلامية في القرن العشرين، والحادي والعشرين للميلاد تبحر في مراكب شتى تتقاذفها أمواج الحقد والعداوة وأعاصير التآمر مستهدفة دينها فبلاد المسلمين هي ساحة المؤامرة حيث احتلت وقضي على دولة الخلافة. والأمة الإسلامية هي وقود هذه المؤامرة فأعدائها حريصون على إبعادها عن دينها ومنهجها لان الأمة إذا تركت وتخلت عن مبدئها وفارقت إسلامها كان ذلك سببا في هلاكها وهوانها وهذا ما حدث بالفعل. حيث باشر الكافر بخطوة جديدة نحو تغريب أفكار الإسلام وأحكامه فادخل الأمة في معركة صراع الحضارات فوضع دراسات تشويهية للإسلام أرادها أن تكون إسلاما بديلا يوافق أفكاره ووجهة نظره ليحكم العالم بكفره.

    وقد كان من ابرز أشكال الصراع الحضاري الإعلام والتعليم وهما سلاحان يصيبان العقول والنفوس وينفذان إلى القلوب فيجعلانها تنقاد من غير حاجة إلى معارك وحروب. أنهما سلاحان يؤديان إلى استعمار أدهى وأمر من الاستعمار بصورته المعروفة. بهما امتلك الغرب ناصية الأمة ونفذ إلى داخلها وملك عليها قرارها وأملى عليها توجهها فجعل من الإسلام كيانا فكريا يتشكل بحسب الواقع ويتلون بالفكر الغربي ويتأثر به ويتصالح معه ويتطابق مع طروحاته وقناعاته ومقاييسه.

    والأدهى من ذلك هؤلاء الذين يدّعون بانتسابهم للإسلام والذين ساهموا مساهمة فعالة وخطيرة في تحقيق أهداف الكافر المستعمر في هجومه على الإسلام.

    إن العالم يعاني حيرة فكرية واجتماعية ويعاني اضطراباً في نظمه وأوضاعه فهو يعيش في زمان يجب مراجعة كل شيء فيه وخاصة أن الكافر بعد أحداث الحادي عشر من أيلول أصبح مسعورا ومهووسا بضرب الإسلام ولا يرى أمامه سوى الإسلام والمسلمين.

    إن ما يلم بنا نحن أمة الإسلام من انحطاط وتفرقة سببه البعد عن الإسلام وعدم فهمه الفهم الصحيح فالإسلام أمانة والأمانة تفرض علينا المحافظة عليها والدفاع عنها يقول الله تعالى﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ سورة البقرة.

    إن الأمة الإسلامية تجد نفسها بين أمرين اثنين لا ثالث لهما: إما أن يستمر هذا الوضع الذي طال ليله، بكل مآسيه... وإما أن يغيروه تغييراً جذريا، لا يبقى للكفر أي اثر في بلادهم.

    نحن أمة تمتلك عقولاً تستنبط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصلية التي أودعها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة، فقد جاء التحذير من زلة العالم فالناس تحب الدين، ومن يتكلم بلسان الدين، من هنا كان على الفقيه أن يتقي الله تعالى وان يجتهد في إصابة الحق ويحذر من تطويع الدين لأهواء الذين لا يعلمون قال تعالى ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾ سورة الجاثية .

    فعلى الأمة أن تراجع حساباتها وترجع إلى دينها وتقف الموقف القيادي الحقيقي والمشرّف إن أراد المسلمون أن يعودوا إلى الدور الذي كلفهم الله به وإذا أرادت الأمة أن تعود خير امة أخرجت للناس عليها أن تبادر للعمل على جعل الحكم في يدها وأن تجعله حكما بالإسلام يكون خلافة راشدة على منهاج النبوة يجمع المسلمين ويلم شعثهم ويقضي على تفرقهم، فيدخل الناس في دين الله أفواجا، وتفتح لهم البلاد وتصبح دولتهم هي الأولى والأعظم والأقوى قال تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ سورة الصف.

    أما آن لكم أن تشتاقوا لذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول " تركت فيكم أمرين لن تضلوا أبدا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي " ويقول الله تعالى ﴿ واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ﴾ سورة آل عمران.

    هذا هو الغرب وهذه هي خططه وأهدافه، فهل بقي عذر لأحد إن لم يدرك أن ما أصاب الأمة من هزائم وانقياد وما هي عليه الآن من انحطاط إن هو إلا نتيجة حتمية لتخليها عن إسلامها وقبولها بثقافة غيرها وسكوتها عن هدم دولتها.
    [motr]من اراد الله به خيرا فقهه في الدين[/motr]

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 61
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    [كان من ابرز أشكال الصراع الحضاري الإعلام والتعليم وهما سلاحان يصيبان العقول والنفوس وينفذان إلى القلوب فيجعلانها تنقاد من غير حاجة إلى معارك وحروب. أنهما سلاحان يؤديان إلى استعمار أدهى وأمر من الاستعمار بصورته المعروفة. بهما امتلك الغرب ناصية الأمة ونفذ إلى داخلها وملك عليها قرارها وأملى عليها توجهها فجعل من الإسلام كيانا فكريا يتشكل بحسب الواقع ويتلون بالفكر الغربي ويتأثر به ويتصالح معه ويتطابق مع طروحاته وقناعاته ومقاييسه.
    والأدهى من ذلك هؤلاء الذين يدّعون بانتسابهم للإسلام والذين ساهموا مساهمة فعالة وخطيرة في تحقيق أهداف الكافر المستعمر في هجومه على الإسلام

المواضيع المتشابهه

  1. الفكر والقيادة
    بواسطة سعد عطية الساعدي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-11-2015, 07:09 AM
  2. العبقرية والابداع والقيادة
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ العِلمِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-02-2011, 12:11 AM
  3. الأحداث المهمة في حياة الأمة
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 09-11-2005, 09:09 AM
  4. حال الأمّة
    بواسطة محمد حيدر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 22-07-2003, 08:49 PM
  5. هنا توضع التعازي في فقيد الأمة
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-02-2003, 01:22 AM