أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حول عودة باسم يوسف

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي حول عودة باسم يوسف

    هو مدخل كاشف للمشهد كله ، فمن خلال هذا الساخر وبرنامجه تستطيع بسهولة تحليل الأوضاع وتتبع التطورات السياسية وانعكاساتها فى الشارع ، فضلاً – وهذا هو الأهم – عن قياس مدى قوة الشخصيات العامة والتيارات المختلفة ومدى صمودها أو ضعفها أمام النقد ، كما لا ننسى أهمية جس نبض الحريات السياسية وحجم المساحة المتاحة للرأى المخالف مهما كانت حدته .
    عودة على الأقل مُرحب بها كمظلة أمل يتيمة للخروج من كابوس العودة لما يشبه اعلام الخمسينات واذاعة صوت العرب ؛ والعرب ليسوا فى حاجة لمن يضعهم اليوم أمام مقارنة بين ما هو سائد حالياً فى الاعلام وبين اعلام صناعة البطل الأوحد والزعيم الاستثنائى و " سيد الوطن " والزعامات الخارقة .
    حالة كانت أسوأ من تقديس بعض أعضاء الجماعات الاسلامية لقياداتهم التى ان اختارت الحرب والمواجهة فهى شجاعة وفى الوقت الذى تختار الهدنة والموادعة فما أحكمها وأرشدها من قيادة ، وقد استشرى الداء فى الجسد العربى كله ، وحينما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطالب العراق بالسماح لها بتفتيش منشآته ، كان الاعلام يترقب قرارَ " الزعيم الملهم " ؛ فان رفض التفتيش فهو البطل المغوار الذى تحدى العالم ، وان قبله فهو القائد الحكيم والسياسى المحنك ، وليس هناك داع للتذكير بما صنع الاعلام بنا مع الراحل جمال عبد الناصر – مع تقديرى لشخصه وتاريخه - .
    كرهنا هذا اللون من الاعلام ومللنا أكاذيبه ووسائله التى تتعامل مع عقول المصريين باستخفاف واحتقار بغيض ، وأيضاً يرغب الناس فى بعض البهجة ولا شك فى أهمية وجود من يضحكهم ولو على مآسيهم لتقليل مساحات الحزن المحيطة بهم من كل جانب .
    ومع وضوح الرؤية وامعان أهل الفن فى التدخل فى الشأن السياسى وتبنيهم أيديولوجيات وخلفيات سياسية بعينها ، بل دعمهم المباشر لرموز سياسية بعينها ، زهدَ الكثيرون فى الضحك مع فنانين كوميديا كانوا بارعين فى اضحاكهم بالماضى ، مثل دريد لحام وباسم ياخور وعادل امام ، فالكوميديا أساساً لا تصلح الا أن تكون ضد النظام القائم ومنحازة للجماهير وهمومهم ، فاذا اتضح انحياز الفنان من خلال مواقفه السياسية للنظام شعر الجمهور بالفتور نحوه وضحكوا على موقفه هو وليس على ايفيهاته بعد أن فضحت ازدواجيته وبكونه يُسمح له فقط ببعض كلام لا يُسمح به للآخرين بشرط أن يبقى فى حضن النظام .
    تشتد حاجة الناس لساخر حقيقى فى مناخ النفاق الجماعى والابداع الاعلامى فى اخفاء الأخطاء وتلميع من يُراد تلميعه وعندما تتوارى النصيحة والمعارضة الجادة خوفاً أو قهراً ، وعندما يكثر مهرجو السلطان ما بين سياسى ومثقف وكاتب واعلامى وفنان وراقصة .
    عودة برنامج الساخر باسم يوسف تناهض هذه الاتجاهات وتحمى الواقع السياسى نوعاً ما من كوارثها ، لكنها ليست بالعودة التى تستحق منا الحفاوة الكاملة .
    باسم يوسف اعلامى ذكى وله تأثير جماهيرى واسع بلا شك ، لكن من خلال رؤيتى كناقد – وقد انتظرت حلقته الثانية لأكتب هذا الحكم – فقد وضع نفسه فى موقف يقلل من مصداقيته وتجرده .
    ليست رغبة فى عودته لنفس المنهج الذى اتبعه مع حكم الاخوان والدكتور مرسى ليكون عاملاً فى اسقاط نظام حكم ، لكنه مجرد رصد لانخفاض المستوى من استهداف عمق النظام فى حالة مرسى والاخوان ، الى استهداف زملاء المهنة فى الاعلام اليوم ، فى وصلات لا تضيف كثيراً للمشاهد سوى الضحك ، أما القيمة فلا تعدو أكثر من هزار ثقيل على الملأ بين اعلاميين .
    ذكرنى هذا التطور لباسم بأفلاطون وسقراط ؛ فالسخرية عند أفلاطون مستمدة من اللعب على الشماتة واظهار الفرح بالنقائص – وهذا اللون يعتمد عليه باسم – وكلما علت مكانة من نشمت فى اظهار نقائصهم علت قيمتنا وزادت شهرتنا ، فما بالك فى الاسهام فى اسقاطهم – وهذا ما حدث بالفعل مع باسم فى الحالة الاخوانية - .
    أفلاطون حذر من ذلك ؛ فمجرد اظهار الشماتة والفرح باظهار النقائص واسعاد الناس بهذه التناقضات ليس نبلاً فضلاً عن كونه عامل هدم ، لذلك دعم سقراط فى القيام بدور " المتهكم " الذى يقف فى منزلة بين المنزلتين ؛ بين الشماتة من جهة والشفقة من جهة أخرى .
    والمتهكم الذى يقوم بالمهمتين معاً – الهدم والبناء مع اضفاء البهجة على الناس – هو ذاته باسم يوسف بعد العودة ؛ حيث يقترب بلطف وحذر من نقد وجوه السلطة الحالية ، مع اللعب المباشر المفتوح مع زملائه الاعلاميين واستهداف عناصر القبح والسطحية فى الاعلام ، ثم تسليط الضوء على البديل الايجابى فى نهاية الحلقة .
    عاد باسم يوسف ؟
    نعم عاد لكن ليس كما كان ، والا فما الذى منعه من لعب دور المتهكم – الهدم والبناء – فى زمان الاخوان ؟

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسرحباب مشاهدة المشاركة
    اتفق معك استاذ هشام
    لكن لننتظر حلقات أخرى ، ربما نحصل على جديد !
    شكرا جزيلاً أخى الحبيب الاستاذ ياسر حباب .. وانا بصفة شخصية لا اريد الحصول منه على جديد ، فربما استقر على المنهج السليم نوعاً ما فى اسلوب الطرح " الهدم والبناء " او الاسلوب التهكمى الذى يجمع بين عرض النقائص دون محاولات متطرفة للهدم الكامل مع ايجاد البديل الايجابى . انا فقط ارصد تغيره وتحوله والذى جاء متأخرا ، وتنميت لو سار على هذا المنهج المتوازن منذ البداية واستخدمه مع الجميع ، ومهما تغير نظام الحكم ومع الاخوان وغيرهم .
    تقبل خالص التحية والتقدير

المواضيع المتشابهه

  1. باسم مضايا ... باسم المقدادية
    بواسطة أحمد الرحاحلة في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 12-06-2017, 02:40 AM
  2. عودة حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
    بواسطة عبدالله علي باسودان في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-12-2015, 07:02 AM
  3. باسم يوسف بين تطرفين
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-11-2013, 01:21 AM
  4. ملاحظات هامة حول ماكتبه يوسف القعيد عن سيد قطب والثورة ؟؟
    بواسطة محمد شعبان الموجي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-11-2004, 06:09 PM
  5. استفتاء حول التفاوض حول حق العودة
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-04-2003, 01:33 PM