بسم الله الرحمن الرحيم.
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ((
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ))

منذ نعومة أظافرنا و نحن نردد شعارنا " الله الوطن الملك"، فبالله آمنا و عليه توكلنا و إياه نرجوه في كل آمالنا.و كل الشعوب التي تحب أوطانها تردد '' نموت و يحيى الوطن"
و نحن نقول "نحيا و يحيا الوطن".
فلوطننا أثنينا فلذات أكبادنا و شبابنا بالدفاع عنه و الجهاد في سبيله. إن حب الوطن من الإيمان علمناها لأجيالنا، فترى كل مغربي مؤمن يدود عن وطنه بالغالي و النفيس و كل شبر من وطننا معجون بدماء و عرق جباه الفلاحين، الكادحين، المعلمين و الأساتذة،
الجنود، الممرضين و جميع طبقات و شرائح المجتمع من أبنائنا و ليس للملك فيه أي قطرة من هذه و تلك. و الذي يهدي من أرضنا شبرا فقد أهدى مع الشبر كفاحنا نضالنا أحياءنا شهداءنا. ففي هذه الأيام يتجول الملك في البلدان الإفريقية و يتكرم بنا حيث يشاء و كأن شعبنا في رفاهية و ازدهار، فلم تزل خيم الفقراء تملأ بلادنا و المعوزين في كل أنحاء الوطن فهل يا ترى أليس نحن أولى بهذه الهدايا و العطايا و المكارم؟ أليس الأقربون أولى بالمعروف؟ فمن هم الأقربون لجلالة الملك الماليين أم أبناء الوطن العراة الذين يفترشون الأرض و ليس لهم مأوى. فنحن أملنا بالله و نطلب منه سبحانه و تعالى أن يثبتنا على الإيمان و يهدنا إلى الصراط المستقيم. و كذلك لن يتغير حبنا لوطننا و لن نطلب منه و دائما و أبدا نعطي له و نمده بجهدنا ووقتنا لأنه مرتعا لنا و مأوى لنا، ففيه ترعى مواشينا و منه زادنا و ملحنا بسهوله و جباله و هضابه و كل رملة منه هي ملك لنا و من أحب الله و أحب الوطن نحبه أكان فردا من الشعب أو ملكا و لكن لا نحب من لا يحب وطنه و يفرط فيه و يهدي لمن يشاء لغير المغاربة بما يشاء.
و كما نحن ثابتين على حبنا لله و الوطن أتمنى أن لا يخيب جلالة الملك ضننا و أن نغير اتجاه حبنا و نصبغ الملك بالصبغة التي يزيلها المطر فأرجو أن تكون صبغة ثابتة كقدره الثابت في قلوبنا.
للكاتب شهيد لحسن امباركي في 22/02/2014.