البحث عن مصالحة

اعاقة المسار صار يتطلب ضربة تستهدف القوة المركزية التى تصنع ثقله وهى الجيش ، ونتيجة ذلك الوصول بمصر الى مستوى الدولة الفاشلة ، واستبدال المركزية وهيبة الدولة – التى توارثتها مصر لقرون - بفوضى الميليشيات والتنظيمات المسلحة . شعوبنا قدمت تضحيات بالتعاون مع جيوشها لطرد الغزاة وتحقيق الاستقلال ، فماذا اليوم والدعوات موجهة للشعوب لمواجهة جيوشها الوطنية ، بما يخدم الأطماع الخارجية التى تسعى للثأر واستعادة نفوذها بضرب القوتين بعضهما ببعض – الجيش والشعب - . يدعى البعض أن الجيش يقف فى مواجهة المشروع الاسلامى ، فى حين لو تفكك لسقطت مصر الحامية التاريخية للاسلام وحصن الأمة الاسلامية المنيع ، وكما توقفت أطماع الأعداء من صليبيين وتتار فى السابق أمام هذا الحصن واستعصى اسقاطه ، فنحن اليوم أمام مشهد لا يختلف كثيراً عن حيرة الأعداء وفشلهم فى غزو الداخل المصرى وهدم أركان صموده بعد التمكن من الشام والعراق ، فمصر بتماسكها وبقائها هى المشروع الاسلامى الحقيقى . مصر بحاجة للحركة الاسلامية كجزء من مشهد الدفاع عن القيم والفضيلة ومواجهة الالحاد والأفكار الهدامة جنباً الى جنب مع المؤسسة الدينية الرسمية ، وعندما تهتف 6 ابريل والاشتراكيون الثوريون .. الخ بسقوط " العسكر" ، لا أهتم بحركات ضئيلة القيمة والحجم مهما كان حجم تمويلها من الخارج ، لكن عندما يتبنى ذلك الاسلاميون قلبى ينقبض ، بما لهم من قوة حقيقية فى الشارع وبُعد عقدى يصبغ الغضب صبغة ايمانية ، وخلفيات عقائدية ، بما قد يأخذ تنظيمات مسلحة بالجهاد والمصحف الى المواجهة مع الجيش ؛ بما يجعل الاسلاميين – دَروا أو لم يدروا – مؤهلين بقوة أكثر من غيرهم لخدمة مخططات الأعداء . مصر على شفا غضب دموى طويل من الصعب ايقافه ، والتطرف فى الاقصاء والافناء سيصنع حرباً أهلية ويدفع بالمتشددين الى العمل السرى المسلح ويضع الحركة الاسلامية كلها فى الناحية المقابلة من الجيش ومؤسسات الدولة وقطاع كبير من الشعب . قفوا جميعاً وقدموا مصلحة مصر على مصالحكم بمصالحة حقيقية تنهى هذا الجنون والهوس . المبادرات التى أطلقت منذ بداية الأزمة الى اليوم نوعان ؛ اما من خارج تحالف الشرعية من شخصيات فكرية وسياسية عامة وأهمها مبادرة الدكتور العوا والمستشار البشرى ومبادرة الدكتور هشام قنديل ومؤخراً مبادرة الدكتور نافعة ، وهذه كلها تدخل فى نطاق محاولات الوساطة لا المبادرات ، وجميعها لم تلق قبولاً لسبب جوهرى وهو اعلانها قبل الخوض بالفعل فى اجراءاتها السرية وقبل التوصل الى قيم مشتركة وشروط متفق عليها وخطوط عريضة للمطالب والتنازلات بين الطرفين ، ويأتى اعلان الوساطة قبل هذه الخطوات المهمة والتى تتم عادة فى سرية بعيداً عن الاعلام بلا فائدة تذكر . التوجس ومناخ انعدام الثقة يجعل هذا الطرف وذاك يتشكك فى هدف الوساطة ، فهذا يعتبرها انقاذاً للاخوان ومحاولة لاعادتهم للمشهد ، والاخوان ينظرون اليها كمحاولة لفرض الأمر الواقع عليهم وجرهم للتنازل عن جميع مطالبهم دون مقابل . لنجاح الوساطات أرى أنه لابد من السرية أولاً حتى تنضج تماماً ويصل الوسطاء بالطرفين الى منطقة وسط ومبادئ وتفاهمات مشتركة ، عندها يتم الاعلان عن التفاصيل الأخيرة المتممة للاتفاق ولتأخذ الاجراءات الأخيرة فى التصالح حظها فى الاعلام والعرض على الرأى العام بعد صياغة الاطار العام للاتفاق . يبتعد الطرفان كلاهما عن الآخر ويلجآن للخارج ، والمشهد فى منتهى الفجاجة بأن صار العمق المصرى مكشوفاً للعالم كله ، بحيث صار من السهل التلاعب بمصير الوطن وتمزيقه بين شد هذا وجذب ذاك وبتوظيف هذا الصراع الضارى على السلطة والنزاع على المشروعيات . المشروعية للمصالحة الآن ولا مشروعية اليوم لمن يقول " أنا " و " حزبى " و تيارى " و " مؤسستى " ، انما فقط لمن يتذكر مصر ويحرص على بقائها .

السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الجليل

احيك واحيي فكرك وقلمك

لا مزيد يمكنني اضافته سوي ان تعرف كل الاطراف ان لم تتوافق بوضوح وصدق فمصر ستدفع الثمن وليعلم الكل

ووقتها الكل خاسر ولن يوجد الا كاسب واحد وهو الغرب والمتربصون بمصر

تقبل مروري ونحيتي

. شعوبنا قدمت تضحيات بالتعاون مع جيوشها لطرد الغزاة وتحقيق الاستقلال ، فماذا اليوم والدعوات موجهة للشعوب لمواجهة جيوشها الوطنية ، بما يخدم الأطماع الخارجية التى تسعى للثأر واستعادة نفوذها بضرب القوتين بعضهما ببعض – الجيش والشعب

مصر على شفا غضب دموى طويل من الصعب ايقافه ، والتطرف فى الاقصاء والافناء سيصنع حرباً أهلية ويدفع بالمتشددين الى العمل السرى المسلح ويضع الحركة الاسلامية كلها فى الناحية المقابلة من الجيش ومؤسسات الدولة وقطاع كبير من الشعب .

قفوا جميعاً وقدموا مصلحة مصر على مصالحكم بمصالحة حقيقية تنهى هذا الجنون والهوس

التوجس ومناخ انعدام الثقة يجعل هذا الطرف وذاك يتشكك فى هدف الوساطة ، فهذا يعتبرها انقاذاً للاخوان ومحاولة لاعادتهم للمشهد ، والاخوان ينظرون اليها كمحاولة لفرض الأمر الواقع عليهم وجرهم للتنازل عن جميع مطالبهم دون مقابل .

والمشهد فى منتهى الفجاجة بأن صار العمق المصرى مكشوفاً للعالم كله ، بحيث صار من السهل التلاعب بمصير الوطن وتمزيقه بين شد هذا وجذب ذاك وبتوظيف هذا الصراع الضارى على السلطة والنزاع على المشروعيات .

المشروعية للمصالحة الآن ولا مشروعية اليوم لمن يقول " أنا " و " حزبى " و تيارى " و " مؤسستى " ، انما فقط لمن يتذكر مصر ويحرص على بقائها .

وحدها الأوطان تدفع ثمن هذا الجنون لو يعلمون، وكل أجنداتهم ومشاريعهم ستجد وطنا محترقا إن لم يقدموا مصلحته على هوس الأنا الذي أصاب الأمة بأحزابها وتياراتها وشخوصها منذ لاح في صحراء القمع الذي زرعه فيها الاستعمار سراب هذا الربيع الموهوم يحيل الأوطان جحيما
غير أن الشعب المصري برغم ما تسابق الإعلام لنشره من بشاعات قامت بها شرذمة من المجرمين لا تمثله، يظل شعبا عملاقا وحضارته ممتدة الجذور عبر آلاف من السنين تصل لميلاد الحضارة الانسانية ، ويظل أقوى وأعظم من محاولات تجنيده لذبح ذاته

فرج الله كربة مصر وكل بؤر الصراع واقتتال الاخوة في وطننا الذبيح

ودمت ونيّر فكرك أيها الكريم

تحاياي

السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الجليل

احيك واحيي فكرك وقلمك

لا مزيد يمكنني اضافته سوي ان تعرف كل الاطراف ان لم تتوافق بوضوح وصدق فمصر ستدفع الثمن وليعلم الكل

ووقتها الكل خاسر ولن يوجد الا كاسب واحد وهو الغرب والمتربصون بمصر

تقبل مروري ونحيتي

بارك الله فيك اخى الكريم والكاتب المبدع الذى أعلم تماماً غيرته ووطنيته وحبه للاسلام والأوطان وحرصه على مصالحهما أستاذنا الكريم عايد راشد
صدقت فمصر هى الخاسر الأول من تطور وتصعيد صراع كهذا فيلجأ الجميع للخارج ليتحكموا فى توجيه بوصلته ، وبالطبع سيكون توجيه البوصلة لصالح مصالح الخارج ومخططات القوى الكبرى وليس فى صالح مصر وفى خدمة مشاريعها الوطنية .
نسأل الله السلامة والستر
تحياتى وأطيب أمنياتى .

وحدها الأوطان تدفع ثمن هذا الجنون لو يعلمون، وكل أجنداتهم ومشاريعهم ستجد وطنا محترقا إن لم يقدموا مصلحته على هوس الأنا الذي أصاب الأمة بأحزابها وتياراتها وشخوصها منذ لاح في صحراء القمع الذي زرعه فيها الاستعمار سراب هذا الربيع الموهوم يحيل الأوطان جحيما
غير أن الشعب المصري برغم ما تسابق الإعلام لنشره من بشاعات قامت بها شرذمة من المجرمين لا تمثله، يظل شعبا عملاقا وحضارته ممتدة الجذور عبر آلاف من السنين تصل لميلاد الحضارة الانسانية ، ويظل أقوى وأعظم من محاولات تجنيده لذبح ذاته

فرج الله كربة مصر وكل بؤر الصراع واقتتال الاخوة في وطننا الذبيح

ودمت ونيّر فكرك أيها الكريم

تحاياي

شكراً جزيلاً أستاذتنا الكبيرة المبدعة المتألقة دائماً أستاذتنا ربيحة الرفاعى .
أوافق الرأى تماماً فيما ذهبتِ اليه ، والغرب يسعى بقوة ودأب الى الاستفادة من اللحظة الراهنة وهو واقع لم يكن يتخيله فى يوم من الايام أن تذهب اليه مصر بعمقها وتياراتها وقواها ترجو منه الدعم وان يرجح كفتها على غيرها . هو يعطى لكل منهم الامل ويمد هذا وذاك بمدده المعنوى والاعلامى والسياسى ليظل الاثنان على الساحة متصارعين حتى نهاية النزف وحتى تستنزف القوى عن آخرها بأيدى المصريين لا بتدخل امريكا والصهاينة المباشر فقد وعوا درس العراق جيداً وعزموا ألا يفتتوا وطناً بأيديهم وأسلحتهم المباشرة وتضحيات جنودهم . انما يتركوا البلاد لأبنائها ويلاعبونهم ببعضهم البعض ويضربون بعضهم ببعض وهم بعيد لا يسقط لهم جندى ولا آلية عسكرية .
هل سيواصل المصريون التحرك وفق هذا المخطط الغربى الصهيونى ؟
أم سيعودون لرشدهم قبل فوات الاوان ليجدوا صيغة وطنية تدارى العمق المصرى وتفوت الفرصة على الغرب وتعوق تدخلاته وألاعيبه ؟
نتمنى أن يفيقوا ويعودوا الى أوطانهم وبلادهم واخوانهم فى الوطن ، فمهما وصلت الخصومة السياسية بيننا فهم أولى بنا من أعدائنا وهم أحرص علينا وعلى مصالحنا الوطنية المشتركة من الأمريكان ومن على شاكلتهم .
نتمنى أن يستجيب الله دعواتنا الخالصة لمصر والمصريين .
بارك الله فيك وفى قلمك وابداعك وفكرك الراقى .
تحياتى وأطيب أمنياتى .