أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الاسلاميون بعد بروكسل

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي الاسلاميون بعد بروكسل

    تطورات هامة جداً ومتسارعة بعد انفراد الاخوان عن حلفائهم الاسلاميين بتوقيع وثيقة بروكسل مع تيارات ليبرالية كخروج آمن من الأزمة خاصة بعد فشل تحالف دعم الشرعية الذى يقوده الاخوان فى تحقيق أياً من المكاسب التى ظل يترقبها الشباب والشارع الاسلامى لشهور عديدة . فوجئت الجماعة الاسلامية – الحليف الأقوى للاخوان – بالوثيقة وبعدم دعوتها ، فجاء بيانها رداً عليها رسالة قوية للاخوان ، بل وتجاوزاً للاخوان فى الطريق الذى أرادت الجماعة الأم أن تسير فيه بدون الجماعة الاسلامية أو على الأقل عندما أرادت الاخوان الاسراع بخطوة للأمام غير متفق عليها لجعل الجماعة الاسلامية خلفها ؛ وذلك على مستويين : ما جاء فى بيان حزب البناء والتنمية من ملاحظات صيغت بصنعة سياسية ماهرة ، فيما أعتبره أفضل بيان أصدره الحزب منذ تأسيسه الى الآن وهذا يدل على حس سياسى غير تقليدى وتطور نوعى بعد أداء نمطى وبيانات ردود الأفعال داخل العباءة الاخوانية الفضفاضة . وأظن أن الفقرة " ب " من البيان كافية لتحديد الغاية الأساسية من اصداره ، بغض النظر عن فقرات العتاب الرقيق ولوم الاخوان لتحركها الأحادى وبعض الاضافات الخادمة لتلك الغاية ، وهى ليس فقط اللحاق بالاخوان التى سبقت بخطوة ، انما بتجاوزها ؛ فالفقرة تتحدث بوضوح وبحسم غير مسبوق عن " اعلاء الارادة الشعبية على كل الارادات بما يمنع هيمنة المؤسسة العسكرية أو استحواذ جماعة الاخوان أو أى فصيل آخر على مقدرات الوطن ، وبما يؤدى الى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة بعيدة عن الحكم العسكرى أو الحكم الثيوقراطى ، تحفظ فيها الحقوق والحريات العامة والخاصة وفقاً لدستور يعكس التوافق بين جميع مكونات الوطن " . الاخوان بانفرادها واغفالها للجماعة الاسلامية وحزبها السياسى فى بروكسل ، ربما أرادت اظهار الجماعة الاسلامية كعائق ، وأن الاخوان بمفردها – بدون الأجنحة المتشددة - ستكون أكثر قدرة على الابداع والمرونة فى تحالفات من هذا النوع وفى الحديث عن الدولة المدنية والديمقراطية ، فردت الجماعة الاسلامية الصاع صاعين ؛ أولاً بالتأكيد على أن حكم الاخوان المسلمين – وحددتها بالاسم – حكم ثيوقراطى دينى ، لا يقل خطراً على الحريات ومدنية الدولة والمواطنة عن الحكم العسكرى . وثانياً – وهذا هو المستوى الثانى من الرد – بالقرار الجرئ بضم جميع أعضاء الجماعة الاسلامية لحزبها السياسى ، بما يعنى التحول الشامل من حالة التنظيم والجماعة الدينية الى الممارسة السياسية والانتماء الحزبى ، وهى خطوة أخرى تسبق بها الجماعة الاسلامية جماعة الاخوان المسلمين فى طريق التحول والتطور السياسى ، لتقدم الجماعة الاسلامية نفسها للقوى والتيارات الفكرية والسياسية الأخرى كشريك سياسى بخطاب متطور وبحزب يبدو أكثر صدقية فى كسر اشكالية الذراعين – السياسى والدينى – فيمَ تظل جماعة الاخوان عاجزة عن القيام بهذه الخطوة . من الترف الآن الحديث عن تحالف دعم الشرعية بعد هذه التطورات ، فقد صار اسماً بلا مسمى ، والفعاليات على الأرض تنظمها كيانات ثورية اسلامية وغير اسلامية استغنت معظمها عن تلك القيادة وعن توجيهاتها قبل شهور . وان جاء متأخراً وتحت ضغط الواقع ، لكنه تطور وتحرك ايجابى يتيح للحركات الاسلامية الكبرى والتقليدية مساحات واسعة للتحرك والابداع السياسى ، فيما يظل الشارع يقود نفسه بنفسه ليزداد الزخم الثورى مع تراجع الشحن والحشد على خلفيات دينية وأيديولوجية . أعتبره أهم تطور فى المشهد الاسلامى خلال الشهور الماضية ، ولا خوف بالمرة من تفكيك التحالف الاسلامى ، ولا حتى من هذه المنافسة بين فصيلين اسلاميين كبيرين ، فهى خطوات ضرورية لتوحيد الصف الوطنى وتقوية جبهة المعارضة ، واعطاء الفرصة لكل تيار للابداع وتقديم أرقى وأفضل ما لديه من خبرات وأفكار ومواقف تنقذ الاسلاميين من خطر التهميش والاستئصال ، وتأخذهم بعيداً عن التخندق جميعاً فى زاوية واحدة يسهل باستهدافها الاجهاز عليهم .

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام النجار مشاهدة المشاركة
    فردت الجماعة الاسلامية الصاع صاعين ؛ أولاً بالتأكيد على أن حكم الاخوان المسلمين – وحددتها بالاسم – حكم ثيوقراطى دينى ، لا يقل خطراً على الحريات ومدنية الدولة والمواطنة عن الحكم العسكرى . وثانياً – وهذا هو المستوى الثانى من الرد – بالقرار الجرئ بضم جميع أعضاء الجماعة الاسلامية لحزبها السياسى ، بما يعنى التحول الشامل من حالة التنظيم والجماعة الدينية الى الممارسة السياسية والانتماء الحزبى

    بات من الترف الحديث ليس فقط عن تحالف دعم الشرعية بعد هذه التطورات الذي صار اسماً بلا مسمى كما أشار كاتبنا، بل وعن كل أحلام القوى الشبابية الإسلامية وتطلعات الكيانات السياسية الشعبية والتنظيمات الحرة دينية وليبرالية، بعد أن طرحت كل المبادئ التي صدق الحالمون أنها ثوابت في مزادات تحقيق المكاسب القصيرة الأمد في المشهد السياسي المختل أصلا،
    أحاول أن أفهم كيف يعتبر كاتبنا ما كان أهم تطور فى المشهد الاسلامى خلال الشهور الماضية، رغم ما ينضوي عليه ليس فقط من تفكيك ما طمحنا لأن يكون جبهة إسلامية بل وما يعنيه من أثر هادم لكل انجازات القفزة الثورية الشعوبية في البناءات النفسية ولا وعي الجماهير

    أحيي حرصكم البيّن كاتبنا الكريم على قراءة متأنية للمشهد دون اسقاطات متحيزة ولا تجيير لا منصف لأي من معطيات الطرح

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    بات من الترف الحديث ليس فقط عن تحالف دعم الشرعية بعد هذه التطورات الذي صار اسماً بلا مسمى كما أشار كاتبنا، بل وعن كل أحلام القوى الشبابية الإسلامية وتطلعات الكيانات السياسية الشعبية والتنظيمات الحرة دينية وليبرالية، بعد أن طرحت كل المبادئ التي صدق الحالمون أنها ثوابت في مزادات تحقيق المكاسب القصيرة الأمد في المشهد السياسي المختل أصلا،
    أحاول أن أفهم كيف يعتبر كاتبنا ما كان أهم تطور فى المشهد الاسلامى خلال الشهور الماضية، رغم ما ينضوي عليه ليس فقط من تفكيك ما طمحنا لأن يكون جبهة إسلامية بل وما يعنيه من أثر هادم لكل انجازات القفزة الثورية الشعوبية في البناءات النفسية ولا وعي الجماهير

    أحيي حرصكم البيّن كاتبنا الكريم على قراءة متأنية للمشهد دون اسقاطات متحيزة ولا تجيير لا منصف لأي من معطيات الطرح

    دمت بخير

    تحاياي
    شكراً جزيلاً كاتبتنا الفاضلة الكريمة على اسهامك الثرى الراقى
    أما الحديث عن هذا التحول فقد طرحته بصفة شخصية فى فترة مبكرة وأعلنت وارسلت نصائحى وقدمت مبادرة ثانية فى شهر 9 عام 2013م - وهى منشورة فى الصحف ومعلنة - بالابتعاد عن التجميع والحشد الاسلامى والذهاب الى الحشد والتجميع الوطنى ففى ذلك تحرك سياسى قاتل وخانق لمؤامرات المؤسسة العسكرية مع نظام مبارك ومتطرفى العلمانية فى مصر لجر الاسلاميين لفخ الاقصاء بايقاعهم جميعا فى مشهد الارهاب وتحمل مسئوليته فى الشارع وكانت هناك بوادر خطابية تنذر بالسوء على الارض فى هذه الفترة المبكرة .. وقد كان وحدث بالفعل بعد ذلك . واريد ان احيل حضرتك للتجربة التونسية ففى تفاصيلها كل ما نريد ان نقوله من نجاح من تعايش ونجاح وانسجام وتوافق من قبل الاخوان - حركة النهضة - مع باقى الاسلامى من جهة ومع الاطياف العلمانية من يسارية وليبرالية من جهة ، وهو ما فشل فيه الاخوان فى مصر على المستويين .
    اليوم يدرك الاخوان والاسلاميون مؤخرا قيمة الطرح الذى تقدمنا به ويحاولون ربما بعد فوات الاوان وخسائر فادحة على الارض التخفف من التجميع الاسلامى والذهاب الى تحالفات اخرى تظلل تحركاتهم بمظلة سياسية وتحالول التقليل من تبعات ونتائج التجميع على خلفية عقائدية ودينية التى لم يستطع الاصلاحيون داخل التحالف التحكم فى درجاتها والتصعيد فى خطابها الى الذروة بسبب ضخامة الاحداث والتحولات والحماسة الملتهبة فى نفوس الشباب على الارض ، وكل هذا تم توظيفه سياسيا واعلامياً ضد الاسلاميين وكان بمثابة الهدية الثمينة التى تم تقديمها للمشير السيسى على وجه الخصوص على طبق من ذهب ، فقد صعد وقدم نفسه كرجل المرحلة القادر على مواجهة اصحاب هذا الخطاب وهذا المنحى الدينى والحلف العقائدى .
    هذه الوثيقة وبعدها بيان القاهرة حلقة فى سلسلة مراجعات الاخوان التى تتم وتجرى اليوم على الارض تحت اشراف الشيخ راشد الغنوشى
    وبيان القاهرة استكمال لوثيقة بروكسل الذى يتضمن مبادئ عامة كأرضية مشتركة تصلح للتجميع والبناء عليها، هو حلقة فى سلسلة المراجعات التى تجرى حالياً لتصحيح أخطاء الفترة الماضية والتى يجريها التيار الليبرالى الثورى والإسلامى الإصلاحى، بالتوازى مع مراجعات التنظيم العالمى للإخوان، تحت إشراف راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة التونسى.
    وهى خطوات جدية من شأنها استعارة التجربة الإسلامية الثورية فى تونس ونجاحها فى تجربة الحكم والمواءمات والتحالفات والتعايش مع الشركاء من التيارات الأخرى.
    هذا البيان تكملة لوثيقة بروكسل وسوف يعقبه خطوات أخرى، خاصة من الأطراف الإسلامية والإخوان كطوق نجاة لهم وكخروج آمن من المأزق الحالى، وهو ما يجب التعمل معه بإيجابية ودَعْم، فهو تحرك إسلامى ليبرالى لاستعادة السلمية واحتواء عنف الشارع والعودة للمشهد السياسى.
    ..
    وهذا ما ذكرته مؤخراً فى تصريح لصحيفة اليوم السابع المصرية وهى من اشهر الصحف المستقلة هنا
    http://www1.youm7.com/News.asp?NewsI...6#.U4MH3M7j6ho

المواضيع المتشابهه

  1. الاسلاميون فى سجون النظام
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-05-2014, 02:33 PM
  2. الاسلاميون ودرس بينظير بوتو
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-04-2014, 03:03 PM
  3. الاسلاميون السنة والمشروع الشيعى
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-03-2014, 05:09 PM
  4. الاسلاميون والتجربة المصرية
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-02-2014, 08:49 PM
  5. هل يجوز أن يكون إعراب ما بعد ( سوى ) هو نفسه إعراب ما بعد ( إلا ) ؟!
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-05-2010, 03:21 PM