صبر أسايره * شعر أحمد غنيم
أين الــوصـــول إلى صـــــبر أســايـره
وهكذا الــطـلــــع بين الــزهـر باهره
أمـضــي مع اللـــيل دون الوصل أرقبه
حتـــــــى وصـــــلت إلــى حد أناظره
ينــأى بعيدا وحلـــمــي لو يطــــاوعنـي
وقــــد جــفــاني وذاق الـوجد شاعره
هــــام المتيـــــم فــي الأفـــلاك منتظرا
نجمـــــا يــــســــائـــلـه بدرا يحاوره
أشكــو النــوى ولهم في شكــوتي سمر
لم يــنــتـــه الدمع مذ سالتْ بــوادره
والــــدمـــــعُ أهــــونُ من نــار تعذبني
والـــنارُ أهــــونُ مـــن صــد أحاذره
مــالــــي أرانــي وحيدا في محــاورتي
جـــســـــم يــــــؤازرها روح تناصره
كـــون يمــاثلــها ضحــكــا إذا ابتسمت
ليــــــل يـــراقبها شـــــــوق يظــافره
عــين يغــــــازلها شـوقٌ إذا شــــرقت
والعطر منتظـــــــــــر عطرا تمـرره
قلــــــــــــب يصورها بدرا إذا طـلعـــت
عــــشـــقا يخـــاطــرها صدا تخاطره
جمــيــــلة اللـــحـظ لو تـــدنو مـعذبتي
ويبقى حظــــــي بـــيـوم الهجر آخره
أقــبــل اللـــحظ بالعــيـنـيــن مـــنتشيا
فيلمـــــس الطرف من عيني نواظره1
ها فانصـــري عاشقا قـــد جاء ممتثلا
بالــشـوق يرقب من بالعـين تأسـره
أمســـــى المعاند يوم الــهــجر منهتكٌ
تـــــــرّاكُ دونـــك فــضّاحٌ مشــاعره2
تــبــكــي الـصـخـور علي حالٍ أهيم به
والــغـاب فـــي شـجــنٍ تـبكي جآذره3
لــولا نــجـــوم بــدت تـرنـو لـقـافـيـتي
ورددت نـغــمـــا قـــد قــــل نـاظـــره
وأخــبــرتْ أنه كالـسـحـر فــي لـغــتـي
وأخــبــرت أنــنـــي كالــبـــدر ناثـره
لاسـتُـنـزفتْ مهجـتي من جرح غانيتي
واسْتـكـملتْ في الدجى مني خناجره
(1) منتشيا / سكرانا .
(2) منهتك / فاضح سره.
(3) جآذر/ جمع جؤذر وهو ولد البقر الوحشي