غيبوبة القرار
تصافحتِ الأرواحُ قبلَ تصافحِ العيونِ، وطوقتني نظراتُكَ كقفصٍ يحرسُني و انتزعتنِي ابتسامتُكَ التي غطَتْ وجهَكَ من تفاصيلِ يومي وكومةِ إرهاقي، و كبَّلني ذلكَ الألقُ الذي شعَّ من عينيكَ ليملأَ روحي بهجةً في المكانِ حتى مغادرتِكَ لهُ .
لم أُدركْ حالةَ القلق التي استبدَّتْ بي في انتظارِ اليومِ التالي و كيفَ تحايلتُ على الوقتِ كي أمنحَ نفسي فرصةَ اللقاءِ بكَ ثانيةً.
لا أعرفُ كيفَ فتحَ صمتُكَ نافذةً أُطلُ بها على ملامحِ روحكِ الآسرةِ ففي صمتِكَ تتزاحمُ كلَّ الحكاياتِ و تتركني على رصيفِ الحيرةِ أغزلُ مئاتِ الأسئلةِ و أتجنبُ الإجاباتِ .
و دونَ التفكيرِ في خطوتي القادمةِ انسقتُ وراءَ سطورِ حكايتي معكَ إلى أنْ وقعتُ في حيلةِ العشقِ المُحكمةِ و أصبحتَ حقيقةً في حياتي أتشبثُ بها .
أعلمُ الآنَ لِمَ تناسلَ هواكَ في قلبي؛ فشعوري بوجودي تعدَّى المكانَ و غيَّرَ رائحةَ الأرضِ و لونَ السماءِ و ملامحَ الناسِ وحتى صوتَ الليلِ.. حبُّكَ وحدَهُ كانَ قادرًا على منحها صفاتِ الكمالِ و عمقُ عينيكَ وحدَهُ كان كافياً لمنحي شكلاً جديدًا للسعادة ،وبحبِّكَ سأعيشُ غيبوبةَ القرارِ الوحيدِ.
فلنغمضْ العيونَ ونسافرْ في عطشنا ولا نفكرْ .