بطريرك كنيسة و مجرم حرب
بقلم : ياسر حباب

بدأ الصراع في يوغسلافيا السابقة في نهاية الثمانينييات من القرن العشرين ، اختلف المكونان الرئيسيان في الدولة الفيديرالية و هما الصرب الارثذوكس و الكروات الكاثوليك و سرعان ما نشبت الحرب بين الطرفين و دخل المسلمين الى دائرة الحرب بسبب رفضهم البقاء مع صربيا ، كان يقود جمهورية صربيا الدكتاتورالماركسي ميلوشيفيتش و الذ ي دعم التنظيم الديني الارثذوكسي المتطرف المسمى "تشتنيك "و سمح بتسليحه للمشاركة في الحرب و هو تنظيم لا يقل في اجرامه عن تنظيم داعش الاجرامي ، و كان يقودها مجرم الحرب ملاديتش " مطلوب للمحكمة الدولية " و كاراديتش " يحاكم في لاهاي " والمجرم اركان "مطلوب للمحكمة الدولية و تم اغتياله " ،
كانت الكنيسة الصربية الارثوذكسية تدعي اثناء الحرب انها مؤسسة روحية و تقف على الحياد ، لكن التحالف بين بابا الكنيسة البطريرك بافلي و بين الدكتاتور الماركسي "بجذوره الدينية و القومية " كان واضحا للجميع و دعم البابا للمتطرفين و مجرمي الحرب كان واضحا أيضا و حضورهم الصلوات و القداديس التي كان البطرك يقيمها كانت تنقل في وسائل الاعلام بحضور كل قادة المتطرفين الذين ارتكبوا ابشع المجازر في حق الكروات الكاثوليك و المسلمين البوسنيين و بلغ عدد القتلى و الجرحى والمفقودين في التسعينيات اكثر من ربع مليون ، أغلبهم من مسلمي البوسنا ثم من الكاثوليك الكروات، قام الجنرال ملاديتش بقتل اكثر من 8 الاف مسلم في مدينة سربرينتسا وحدها في اكبر مجزرة في تاريخ أوربا الحديث بحسب توثيق الامم المتحدة ، وهو جنرال مقرب من البطريرك الارثذوكسي و كان يمنحه دائما الخبز و البركة ،

مات البطريرك عام 2009 و قد انقسم المجتمع الصربي بحدة حول تاريخ الرجل ومواقفه ، و منذ أيام قررت ادارة مدينة نوفي ساد في صربيا ان تكرم البابا بافلي و تسمي شارع بأسمه فقامت بعض مؤسسات المجتمع المدني برفض هذا التكريم و كان اكثرها جرأة جمعية الصحفيين المستقلين الذي اصدرت بيان قالت فيه :

إن كهنة الكنيسة الصربية الارثذوكسية شاركوا في التحريض على الحرب وتشجيع الجرائم والتطهير العرقي و الابادة الجماعية و البطريرك بافلي هو المسؤول الاول ويستحق مثل ميلوشيفيتش و كاردتيش لقب "مجرم حرب "
.
الكثير من المواقع الليبرالية المنفتحة اعتبرت بيان جمعية الصحفيين بمثابة بدء قيام المجتمع الصربي بالنهوض على اقدامه ، أي ان الاعتراف بالخطيئة هي أول درجات البدء بخطوات الى الامام .

أعتقد أن هناك الكثيرين في هذه العالم بحاجة الى النهوض على الاقدام ،، فهل سيفعلون ؟