لم تعد الوسادة صامتة، همست في أذن السرير كلمات ، ولسان الليل يلعق أركان البيت الفارغ .. جلست علــيًـة على حافة السرير ، مررت يدها على الغطاء ، لامسته بلطف ، كان وردياً .. تعقبت خواطرها ، كفكفت ذرات دموعها ، هي تدفع اليأس في عناد ..
بين أحشائها ينام عشق دافئ ، كان يصرخ كالإعصار، ويصيـًـر الظلام نهار مشاعل ... لكنها أحست أن حياتها لاذت بالسكون .. وما عادت ستائر النوافذ تتهامس ، وما عادت برودة الجدران تجففها حرارة الذات ..
انتفضت كمن مسها سعار نادر، فتسللت خارج البيت إلى شارع ينغـل بالأجساد الفائضة ، لكنها فقدت شهية الانتظار ..
وشوشت الرياح في أذنها ، لاطفت أنفاسها ، ألقت القبض عليها ، قادتها خلف حطام المزارع ، طوحت بها بين ضباب الحقول ...
عشاق جاءوا يتشممون ، أوقدوا النار ، استدفأوا.. ولما عقدوا العزم على الاستمتاع ، تنازعوا ، نبشوا ، بحثوا ، فما وجدوا غير بلل عطر قديم ..