شَرَّفْتَنـي ، و كَسَوْتَنِـي فضـلاً بِـهِ أرقى إلـى قُلَـلِ الجِبـالِ ، أُحَلِّـقُ و كأنَّني كالنَّسْرِ ، لا يرضى سِـوى نَجْـمَ السَّمـا ، و لغيْـرِهِ لا يُخْـلَـقُ لمَّا ذَهَبْـتُ لـوادي عبْقَـرَ سائِـلاً إيّـاهُ شِـعـراً للحبـيـبِ أُنَـمِّـقُ قالَ : القريضُ غدا لَهُ حِكْراً ، فمـا أبْقـى لنـا شِعـراً بِـهِ نَتَـصَـدَّقُ
ثم هاهو شاعرنا يعترف بفضل من بُعتت إليه الرسالة ، فهو الذي شرفه بمعرفته إياه وهو الذي كساه الفضل وهنا استعارة مكنية حيث شبه الفضل بالثوب وحذف المشبه به وجاء بفعل يدل على ذلك،ثم في نفس الوقت كأني به قد شبه الفضل بالريش الذي يحلق به إلى أعلى الجبال وهنا استعارة مكنية أخرى وقد اشتركت في الاستعارتين لفظة واحدة وهذا من حسن الصياغة وتنوع الأسلوب وتوظيف الألفاظ لأكثر من معنى
ثم هاهو الشاعر يتخيل نفسه كنسر لا يرضى إلا وصولا إلى نجم السماء وإن كنت أرى أنه لو استخدم لفظ الصقر لكان أنسب لأن النسر قد يهبط على الرمم ليأكل منها أما الصقر فله عزة نفس تمنعه من أكل الرمم فلا يأكل إلا من صيده
ثم يذهب شاعرنا إلى وادي عبقر سائلا مخاطبه شعرا للحبيب ينمق أي يزين
فكان الجواب أن القريض أصبح ملكا له فما أبقى شعرا ننفقه ونتصدق به وهنا استعارة مكنية حيث شبه الشعر بالمال الذي ينفق ويتصدق به وذلك دلالة على سمو معنى الشعر في نفس أديبنا الشاعر د جمال مرسي وقيمته