أيها الساقي
شعر : السيد غازي
لا تسلْ عما عراني و اسقني خمرَ الدِّنانِ ما لأيامي الدوامي قد تُغالي في امتهاني تشهد الأطيارُ أني خير شادٍ للأغاني و قلوبُ الغيدِ تدري أنني عذب اللسانِ الندى يصبو لزهري و الضحى يهوى بياني و بيَ الشعر تغنّى غازلاً ثوبَ الأماني و على صدري جناهُ صار مُرفَضَّ الجُمانِ فكم انسابَ ندياً من فيوضاتِ بناني كأريجِ العطرِ ، كالطلِّ .. كبأسِ الهندوانِ كلظى النارِ ،كسحرٍ مشرقٍ من غصن بانِ يا رسولَ اللحنِ أنَّى لي بمن يعرف شاني كيف أحيا في سفوحٍ صوبها دهري رماني ؟ و سواءي قد تسامى بالغاً أقصى العنانِ و هو دوني في انفرادي بالأغاريدِ الحسانِ و هو دوني في يراعٍ ينتقي زهرَ الجِنانِ و هو دوني في ابتلاءٍ لم أقل منهُ كفاني و هو دوني في احتدامٍ ساكنٍ غورَ كياني فإذا ما الأرض صارت وردةً مثل الدِّهانِ و دم الشعرِ مراقٌ فوقها أحمر قانِ و خبت نارُ القوافي فانثنت عنها المعاني و إذا ما اغتال فجري و قلاني من قلاني أمتطي صهوةَ شعري فارساً يوم الطِّعانِ فهوَ ميلادي و حتفي و سعيري و افتتاني و غيومٌ بسمائي و صفاءٌ لزماني و هْو أمضى من صليلِ ال .. سيفِ في الحرب العوانِ قد رأيت العمرَ فيهِ . ناضراً رأي العيانِ و أرى فيهِ نديماً في التنائي و التداني و لهُ قدمتُ عمري مدركاً ما قد أعاني أيها الساقي ، و دمعي غالبي في كل آنِ ما الذي لي قد تبقى غير صهبائي و حاني و قُليبٍ مستهامٍ كان نهباُ للغواني و يك أن الدهرَ قهراً غالني حين اصطفاني و صباحي في الدياجي يوم ذكرٍ لي طواني و نأى إمّا تدانى و جفا إمّا احتواني بيد أن العشقَ ملكي و بهِ لي دولتانِ فهْوَ في أٌفْقي شهابُ و لبحري ضفتانِ لأُرى طيفَ خيالٍ ما لعينٍ أن تراني يا رسولَ العشقِ أنَّى لي بمن يعرف شاني إنني العاشق وتْراً ليس لي في العشق ثانِ
إضاءة
الشاعر الأستاذ السيد غازي من شعراء محافظة كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية المبدعين
يكتب القصيدة العمودية و قصيدة التفعيلة و هو عضو اتحاد الكتاب بمصر و قد صدر له ديوان بعنوان :
( قطرات من طوفان الغربة ) و له قيد الطبع ديوان آخر بعنوان ( الوجه الهارب )
و هو من الشعراء الذين لهم بصمة واضحة على شعرنا العربي الحديث
و له الكثير من الأعمال الأدبية و الدراسات النقدية المنشورة في الصحف و الدوريات المصرية و العربية
و هو من الشعراء الذين يتسمون بخلق رفيع و تواضع في تعاملاته مع الآخرين .
و لقد سعدت بالقراءة له و أعجبتني هذه القصيدة فاخترتها من بين أعماله الكثيرة و المتميزة
و التي أتمنى أن تسنح لي الفرصة لنشر المزيد منها
و مع خالص محبتي و تقديري أتمنى أن يلبي شاعرنا الكبير دعوتي للانتساب لهذا الصرح الثقافي الجليل
مع تحيات اخوكم و محبكم
د. جمال مرسي