في لحظة السحر الغافية على شاطئ الحرمان .....
زرعتُ أشواك الصبر وشماً على مرآة روحي، فأزهرت بعطور الندى، لتبقى شاهدةً على ما كان..
ونحلم في كل آن أن يكون.
في تلك اللحظة الهاربة من حصون الفراغ، نثرتَ على جدائلي نجوم الفرح .. وأحييتَ بنبضك الساحر ربيعي.
أذبتَ حنيني في كأس من عنبر، ووضعتني على شفة المستحيل، أسكر الكأس رجفتي العابرة إلى فضاء الحلم.
كانت خيالات أناملك العذراء تلامس شغاف القلب، فلذّت بدفئها إيقاعات الرذاذ على تباشير الندى، لتعيد قطرة نشوة مركونة منذ عصور على رف الذاكرة.
ما لهذا الجسد المتخشّب يخشى صحوةً تحمله إلى الأرصفة الغائصة في ليالي الخوف !!
فلا تجد لنجومنا سماء، ولا لحبات المطر نداء، ولا للهوى من شفاء.
تمردنا على مملكةٍ ملامحها الخرساء تفضح قراءاتنا السجينة في قفص ليس له باب ، فأضأنا في لحظة العناق شمعة سلام ، ونثرنا فوق لهاث الروح مهجنا ، نبحث عن وطن بين عيون غاربة في البحث عن توأم الشفق وتباريح الوجع.
أيها الساكن في الندى الخضراء.. هل قرأتَ وجع أحلامي في سطور شغافها رفّة الوصال ، وإبحار لم يتوقف بحثاً عن شاطئ أحرق على مينائه سفني.؟ كي تبقى إليك جذوة حنيني، وينسانا عالم ليس منا وليس لنا، لكنه عجين من يأس وبؤس.
علمني كيف أهواك ولا أهوي.. يا وطناً ليس بعدك إلا الرحيل..
أوقد النيران في فؤاد عاش جفاف الفيافي، لعلّك توقظ سحاباتي فتمطر ونستزيد.. ثم نغفو على سحر آهة ما لها صدى ، ولا نصحو من سكرات الشجن ، فقد يا عشقي الغائب ننتشي بعد أن جفّت غصون العطاء.
كلما جنّ الهوى على هدبي بحتُ بجوى لا يُحتمل ، فقد أمعنت الظنون في قسوتها ، واحترقت أنّات روحي اشتياقاً إلى لحظة الحلم.
فمتى تجمعنا عودة إلى خفق جديد ؟، وترسو مراكبنا في ميناء بلا ملامح.. ونغرق.. نغرق.. نغرق ، ثم نعيد ألف مرّة ولادتنا.
فهل أبقيكَ مرآتي لأرى فيها نفسي وذكرياتي وبعض هفواتي ؟ .أحبك.. حتى لا يبقى للحب وطن يلملمه جسد لا بد أن يفنى ، وتبقى الروح تنشد لحن الوجود