عطش
رجــلٌ خمسينيٌ أنيقٌ ... عازبٌ ... يرتدي بدلـةً زرقاءَ اللونِ وقميصاً ابيضَ تُزينه بابيونـــةٌ حمــراءُ زاهيةٌ ... شَعْرُ رأسِــه أبيضُ ناعــمٌ مثل
تسريحـــةَ شعرِ الممثـــلِ الأمريكيِ جونــي ديب... وشاربـهُ ابيضُ كثٌ
عـريضٌ مصفرٌ من الوسطِ مثل شارب فريدرك نيتشه ... دائما سيجارتهُ
مشتعلــةٌ بين شفتيــهِ الزرقاوين ... يُسَبِّحُ بيسراه بمسبحةٍ خَرزُها أحمرْ كبيــر لامع ... يمســـك بيمناه دراجـةً هوائيـةً هنديـةً نـوع هيرو ذات الحجــم ثمــان وعشرين حمــراء اللون ... مــا شاهدتـهُ يركبُها قط ... حتى وفاتهِ ... كـان يجوبُ أسـواق الناصرية ... كهـولٌ ورجالٌ وشبانٌ وصبيةُ المدينةِ يمازحونه بمحبةٍ سائلين إياه ضاحكين : -
-يا طارق ... يا أبنَ زياد ... لأي شيء أنت عطشان ؟
يجيبُهم صارخــاً بقـوةٍ ... بقـوةِ زئيرِ أســدٍ هصور حَطَمَتْ قلبي أنـا العازبَ الأربعيني : -
- لامرأة .