الحب في عصر المماليك
م. نديم علي
.
وسرت على الدرب في همة
بقلب مشوق إلى العارفين.
دهشت كثيرا لأن اليمامة ما رافقتني ..
وكانت كما الظل ما فارقتني.
تلعثم خطوي بصخر الدروب.
ورحت أواصل سيري حثيثا
بغير انحناء.
وما كنت أدرى بعلم الغيوب.
وعدت لأن الغمامة قد أبلغتني بأن الطريق طويل طويل ..
بغير الدليل.
وأن مريدي التكية قد غادروها مساء ..
لحفل بهيج وعادوا مع الفجر بين السكارى. ..
ونامو عن الورد عند الصباح مع الغافلين لحد الغروب.
وها أنا ذا قد أضعت العناوين التي قد كتبت.
وتاهت خطاي مع التائهين.
كأنك تحت الظلام اختفيت...
بلا موعد للقاء الجديد.
وما عدت أشهد فوق شبابيك الناعسات،شروق الزبرجد والياسمين .
فأدركت أن الفصول تلاشت وغاب الربيع.
وأدركت أن البلابل قد غادرتها فصول الغناء،
وأن الغصون غدت
للأفاعي الملاذ الأخير.
وأن الحرافيش قد أيقنوا دون أدنى شكوك...
بأن العدالة لا لن تقوم بأرض النخاسة والطامعين.
فهاموا هناك وراء التلال
بلا خيمة في الفراغ المخيف.
وأن المدائن قد غلقت كل أبوابها.
لأن المماليك قد أقبلوا...
في ثياب الذئاب.
،،
لتبدأ في التو حرب جديدة
لتنشر في الأرض عصر الجليد.
.