حرية القضبان
حرية القضبان ليست إلا كحرية عُصفورٍ قليلَ الحيلةِ لا يملِكُ لِنَفسِهِ شيئاً وهو في قفصِه فرُغمَ تغريدِهِ و تناقلِه فهناك ألمٌ يَختَبِئُ خَلفَ كُلِ ما ذَكرنا، فبزَقزَقته يعبِّرُ عن حزنِه ، حيثُ نحسَبَه سعيداً ونطرب أسماعَنا بصوتِه ، و نحن بالنسبةِ لهُ حياتَه التي أُرغِم عليها، فلا يستطيعُ ذلك المسكين أن يوصلَ مظلَمَتَهُ أَسماعَنا ، و أسماعُنا تَطرب لألحانِه ..!
عذراً أيها العصفور ، عِش كما أَردنا لكَ ، و نَم ليلَك الطويلُ و احلم ماذا ستفعلُ لو نَزَعنا مِن خلفِكَ القُضبان ؛ فمهما طالَ ليلُك فستستيقظُ من جَديد و ستبقى خلفَ قُضبانِ الحديد...