النارُ تلْتَهِمُ الحَمام .

	النارُ تلْتَهِمُ الحَمام . النارُ تلْتَهِمُ الحمامَ على الغُصونْ – في روْضَةِ الزَيْتونِ أنْهارُ دِماءْ – النارُ تلْتَهِمُ الفَرائخَ والعُشوشْ – تلْتَهِمُ القَمْحَ – وجوارِحُ الطَيْرُ الدنئُ – تهْوي على الأشْلاءِ – تقْتَلِعُ الصَبْرَ – وفسائلُ الصَبَّارْ – تنْموا في النارْ – فوقَ صُخورِ القَمْعْ – تحتَ سيولِ القَهْرِ- تقْتَحِمُ الأسْوارْ – تخْتَرِقُ الأسْتار – نحْوَ دروبِ الشمْسْ – لا تحْرِقُها النار . فوقَ دُروبِ النورِ تسْتَبِقُ الأمْهار – تحْتَضِنُ المَوْتْ – في خُيَلاءْ – تقْتَلِعُ الظُلْمَةَ – تهْدِمُ بيْتَ الطاغوتْ – تنْفَجِرُ الأجْسادُ إلى أشْلاءْ – تحْمِلُ طعْمَ الموْتِ إلى الجَبَروتْ – وتُحَلِّقُ نحْوَ النورِ . كلُّ نِعاجِ الأرضْ – تجْتَرُّ الصَمْتْ – تعْتَنِقُ الجُبْنَ – تلْتَحِفُ المَوْتَ – وتُعاهِدُ الجَزَّارِ قَبولَ النَحْرْ – تشْرَبُ من نبْعِ الذُلِّ – ترعى في سهلِ الخِزْيِ – لا تسْتحي – فوقَ جبالِ اليأسِ – كانَ الانتحار .

السيد الكريم / محمد البهلوان

أعجبتني هذه القطعة الأدبية مبنى ومعنى وتوقفت كثيرا عند استخدامك للنار كإشارة للثورة الكاسحه التي تلتهم كل ماهو أمامها حتى الحمام وهو المصطلح أدبياً على كونه رمز للسلام!!! ترى ما مدى عدالة تلك الثورة التي تحرق الحمامات؟؟ وتحت أي مبررات يمكن لها أن تفعل واي غضب هذا الذي يساوي بين حرق الحمام وحرق الطغاة؟؟

ومن الناحية الشكلية البحتة لم أدرك قصدك من استخدام الفواصل الشرطية (ــ) بين عبارة والأخرى .. هذا لم يقلل مطلقاً من جودة النص لكن احببت أن استوضح السبب ... خالص التحية والتقدير وكل عام وانت بخير

	الأخت العزيزة / ليال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . تشرفت بمرورك الكريم علينا , وأشكرك على إطرائك الجميل على القصيد . أوَّلاً :- مقولتك وتوقفت كثيرا عند استخدامك للنار كإشارة للثورة الكاسحه ليست النار هنا إشارة للثورة كما ترين , ولو تساءلنا أين تقع الأحداث؟ , تكون الإجابة , تقع في روضة الزيتون , وهي إشارة واضحةٌ لفلسطين , وتكون النار ها هنا رمزاً لقوى البغي التي تقتل كل أملٍ في سلامٍ عادل , بيننا وبين هذا العدو الغاشم . أتمنى أن تعيدي قراءة القصيد مرة أخرى , حتى ترين المشهد كما أردت . أمَّا من جهة الفواصل , فذلك ما أوحت به لحظة الكتابة للفصل بين مقاطع الصورة الكلية , ودعوة للتفكر في كل صورة جزئية على حدى ثمَّ في النهاية تشكيل الصورة الكلية للقصيد . أو هكذا كان . كل عام وأنت في موفور الصحة والسعادة أعاده الله على أمَّتنا الإسلامية بكل الخير والسُؤْدُدْ محمد البهلوان

لم تتضح لي رمزية هذه الإشارة من خلال القراءة الأولى للنص لكن بالعودة إلى النص من جديد تبين لي ان المعنى مغاير تماما لما ذهبت انا إليه ..

في هذا المقطع تحديدا حصل اللبس (فوقَ دُروبِ النورِ تسْتَبِقُ الأمْهار – تحْتَضِنُ المَوْتْ – في خُيَلاءْ – تقْتَلِعُ الظُلْمَةَ – تهْدِمُ بيْتَ الطاغوتْ) فالأمهار هنا هي من يحتضن الموت ويقتلع الظلمة ويهدم بيت الطاغوت غير أن قرائتي المتعجلة جعلتني اظن بان الضمير المستترهنا عائد على النار فالتبس علي الأمر.
على ايه حال اشكر لك توضيحك .. وكموقف شخصي أقول لك بصراحة بأنني لست مستاءة من هذا اللبس طالما أنه اثار في نفسي تساؤل جديد يروق لي البحث عن إجابة له برغم أدراكي التام بأنك غير مضطر للإجابة عليه هنا في معرض التعقيب على قصيدتك ، خصوصاً وأنه " وُلِد" أو تولد كغلطة فهم لقصيدة جميلة غير أنني اؤكد بأنه ليس مسخاً ربما هو بعض من هذيان ..{ترى هل يمكن كفرض مبدئي و تحت أي ظرف من الظروف أن يكون أقتلاع الثورة لأشجار زيتون وقتل الحمائم مُبَررا كما هو الأمر في سحق الطغاة وهدم قصورهم ثم ماذا يمكن أن تكون هذه المبررات؟؟} أعود لاؤكد بان هذا سؤال عرضي يمكنك تجاهله أن شئت..ويبقى لك بعد ذلك وقبله كل الأحترام والتقدير.

	لا وبكل تأكيد فنار الثورة نار بناءٍ لا تدمير إنَّ نار الثورة تحرق الظلم والفساد لاكنَّها لا تحرق الحمام ولا أشجار الزيتون واسألي ما شئتِ لإنَّكِ تسعديني أخوك / محمد البهلوان