بعد أن احتل العراق , وهب من هب ليدخل الأرض التي كانت محرمة عليه , ومنهم من كانت له وجهة إلى بابل الحضارة وبابل التاريخ , بابل التي كانت 4000 سنة من تاريخ أمم وحضارات , وكانت لهم أهدافهم البغيضة التي كانوا وعلى مدى قرون وقرون يحلمون بها ...
فكانت هذه الخاطرة مهداة إلى بابل عروس الحضارات...
بابلُ ... عروسٌ تغتصب
<><><><><><><><>
بابلُ ... عَروسٌ تغتصبُ !!!
تبحثُ عن عَريسها ...
وعريسُها ... روحٌ بلا جسدٍ,
بابلُ ... تغتصبُ !!!
وعريسُها الأولُ,
مات منذ آلاف السنين.
وعريسُها الثاني,
مات منذ آلاف السنين.
وبابلُ ما زالت عروسا,
تنتظرُ عريسَها,
وترتدي بدلةَ العرسِ ... البيضاء,
وتتزيَّن ... بانتظارِ عريسها,
حمورابي ,
أو نبوخذنصَّر.
وكلٌّ منهما تركَها تنتظر,
وكلٌّ منهما جمعَ جندَه ,
واتجهَ غربا ......
فاتحاً ... غازياً .... ملقِّناً الأعداءَ
درساً في الرجولةِ والبطولةِ,
درساً لم ينسهُ الأعداءُ منذُ أربعة آلافِ سنة.
ولن ينسوه ... بعد آلاف السنين.
وبابلُ عروسٌ مازالت تنتظر....
ليلةَ عرسِها,
ليلةَ زفافها,
على عريسها العائدِ بالنصرِ من الغرب ....
يحملُ معه هديَّة العرسِ .....
لوحةَ السبي البابلي !!!
وتاريخاً مشرقاً بانتصاراتِ فارسٍ عراقي,
وقصصاً عن معارك ستبقى خالدة ...
وبابلُ مازالت تنتظر....
رغم ما مرَّ بشقيقتها الكبرى بغداد......
رغمَ ما تعرَّضت له من غزواتِ التتار والمغول,
ومن خطا على خطاهم.
ورغم تلوُّنِ دجلة والفراتِ بلونِ الدمِ الأحمرِ يوما,
ويوما بلونِ الكتبِ الأزرق,
ظلَّت بابلُ ترقبُ وتنتظرُ ...
عودةَ الفارسِ ... من غزواته,
لتهنأ بليلةِ عُرسها ...
وكم طال انتظارها ...
واليومَ بابلُ ... تستنجدُ بعريسها
فالغزاةُ ... عندها
دنَّسوا ثوبَ عرسها الأبيض,
واغتصبوا حليَّها التي تزينت بها لليلة عرسها,
ونبشوا الأرض .. وهدموا الأنفاقَ ,
وخرَّبوا ... المسارحَ .. والمعابدَ,
وهدموا أول مدارس البشرية,
وحاولوا ... أن يشوِّهوا مسلَّة القوانين,
عسى أن يخفوا تاريخا وحضارة .
وهم يبحثون عن فارسٍ ....
أذاقهم ذاتَ يومٍ طعمَ الهزيمةِ والذلِّ ,
وألبسهم رداءَ العارِ,
وسباهم ... وسبى نساءَهم,
بعد أن هُزموا ... قُتلوا ...فرُّوا.
يبحثون الآن عن جسدٍ ... لا حول له ولا قوة,
ليثأروا .....ليُطفئوا نارا
ظلَّت متَّقدةً في أفئدتهِم أربعة آلافِ سنة,
وبابلُ ... ما زالت تنتظرُ
عودةَ عريسها ... عودةَ فارسِها.
وبابلُ ستبقى ... بابلَ ... العروسَ العذراءَ
تنتظرُ فارسَها,
وفارسها كلّ عراقيٍّ... شمَّر عن ساعدَيه,
وعريسها .. كلّ عراقيٍّ .. هبَّ...
لنجدتِها ... والدفاعِ عن عرضِها وشرفها,
لتبقى ... ناصعةً بيضاءَ ,
تنتظرُ عريسَها .... وتبتسم.
فبابلُ هي بابلُ منذ آلاف السنين,
لن يطالها باغٍ ولا غازٍ ...
ومحالٌ أن تغتصب !!!
محالٌ أن تغتصبَ عروسُ حمورابي,
محالٌ أن تغتصبَ عروسُ نبوخذنصَّر,
فروحاهما مازالتا تحرسانها,
عن يمينٍ وعن شمالٍ ,
يحملان سيفيهما ... يتحديان من جاء معتدياً,
يلقيان الرعبَ بقلوبِ أحفاد أولئك ...
الذين مزَّقَ سيفاهما...
أعناقَهم وصدورَهم,
فالروح ترعبهم...
مثلما أرعبهم ... ( روح الله )
ومازال يرعبهم,
مثلما أرعبهم ... مسرى الرسول,
وأرعبهم سيف خالد,
وفتح عمر بن الخطاب,
وأرعبهم وأذلهم سيف صلاح الدين.
فمرحى لبابلَ .. حماتُها ...
ومرحى لبابلَ أبناؤها,
كلُّ العراقيين ... أبناؤها .
فإلى بابلَ .... تحيَّتي وسلامي.
<><><><><><><>