|
زَادَ الحَـنِيـْنُ مَوَاجِـعِـي وَعَـذَابِي |
وَسَئِمتُ مِن طِولِ الطَّرِيقِ ذَهَابِي |
ذِكْرَى الدُّمُوع نَثَرْتُهَا وَصَبَابَتِي |
خَطَّتْ عَلَى صَدْرِ الغِيَابِ غِيَابِي |
كَيفَ الوُصُول إلَى الأحِبَّةِ وَالأَسَى |
مَا زَالَ يَحرِقُ بالنَّوى أهْدَابِي |
وَقَفَ الزَّمانُ عَلَى سُطُورِ قَصَائِدِي |
وَوقَفتَ يَا حُلُمِي عَلَى أَعْتَابِي |
فَمتَى تُغَادِرُ يَا حَنِينُ مَدَارِكِي |
حَتَّى تُعَانقَ مَرَّةً أَحْبَابِي |
أَأَرَدتَ أَنْ تَبقَى هُنَا فِي غرْبَتِي |
نَبكِي مَعًا نَشْكُو إِلَى الأَبْوَابِ |
أَمْ شِئتَ أَنْ تَجرِي مَعيْ مُستَسلِمًا |
وَرَضِيتَ أنْ أّسْقِيكَ كَأسَ سَرَابِي |
آهٍ عَلَى هَذَا الغَرَام فَقدْتُهُ |
وَأنَا الذِي أَكْمَلتُ مِنهُ نِصَابِي |
وَتَمزَّقَتْ صَفحَات عُمْرِي كُلّهَا |
مِنْ بَعدِ مَا مَلأَتْ سُطُورَ كِتَابِي |
لَولَا الحَنين إِلَى لِقاءِ أَحِبَّتِي |
لَتَقطَّعَتْ مِنْ دُونِهمْ أَسْبَابِي |
وَلَقلتُ أَنَّ الهَجرَ أَصْبحَ سُنَّةً |
وَأَدَرتُ صَوْبَ الرَّاحِلِينَ رِكَابِي |
وَأَقمتُ لِي الصَّلوَات فَي دَربِ الجَوَى |
وَجَعلتُ شَاهِدَ لَوعَتِي مِحْرابِي |
وَتَرَكتُ خَلفِي كُلّ أيَّامِي التِي |
أَلبَستُها بِالصَفحِ طُهرَ ثِيابِي |
وَصَبَبتُ آخِرَ دَمعَةٍ خَبَأتُهَا |
فِيهَا الدَّلِيل عَلَى عَظِيمِ مُصَابِي |
لَكِنَّنِي أَسْقَيتُ حُبهمُ دَمِي |
حَتَّى اسْتَحلَّ بِدَاخلِي أَعْصَابِي |
وَجَمَعتُ كُلّ الصَّبرِ فِي صَدرِي وَمَا |
يَومًا شَكوتُ وإِنْ فَقَدتُ صَوَابِي |
عَلَّيْ بِطُول الصَّبْرِ أَبْلُغُ غَايتِي |
وَيَجِيءُ مِنْ بَعدِ الذّهَاب إِيَابِي |