أربعة و عشرة أعوام من عمر الوليد
عام يمضي بالأسى
وعام يطل علينا جديد
سبعون نصا في عمر الوليد
سبعون وهما في الرصيد
تارة كنت فيها شيخا وقورا
وصاحب رأي سديد
وتارة كنت فيها شاعرا صعلوكا
يتغزل بعيون الضباب
ويتكحل بسحر السراب
أي كأس هذه التي أفقدت عقله ؟
هي كأس الحب:
جاء الجواب......
كأنها أم الخبائث
تنسيني شر الهزائم
وصور القتل والخراب
***
سبعون درسا بمدرستي المهمشة
نحت فوق صخور الشطآن
قارعت عدوي مثل الشجعان
وعدت فرعون بقدوم البركان
***
تنبأت برقصة دبكة
عند جدار المبكى
وفرحة تعم الأوطان
من طنجة لعكا
ومن غزة لمكة
***
حذرت الفريسة من الذئب الجائع
خوفت الخرفان
نبهت الغزلان
احذروا التراشق بالهزيمة
واحذروا الوقت الضائع
***
أنطقت بغداد على لساني
توعدت الجيران
توعدت أشباه العربان
بنفس المصير.....
مصير الثيران
***
دخلت مثل النوارس
لخدر العوانس والعيون النواعس
وأخرجت المكبوت من الأحزان
***
قرأت في الأفق البعيد
إرهاصات سحابة قادمة
أعدت بإحكام في مخابر العولمة
وهي آتية أكيد
***
تعاليت فوق المحن
وقلت لا :
لبيع الأوطان بلا ثمن
نعم....
لتدارك ما فاتنا من زمن
***
فتشت جحور الفالية
وقلت للناس احذروا....
إن وراءها العقارب والأفاعي
وحضري التلقيح يا غافية
***
غصت في أعماق الدوامة
فصدت جرحي
أرخت للسلام والحمامة
خلدت بوحي
***
طفت في أرجاء الجزيرة
صحبة ....ماء السماء
ومن سلك شاعرها
عالجت العيون الضريرة
***
غامرت على قوارب الهجرة السرية
وسجلت في أعماق البحر
آجر صيحة للنجدة
ثم علقت على الرصيف
رسالة نثرية وأخرى شعرية
***
عرجت على الصحراء وسجن طنطا
وتنبأت بطلوع الشمس بعد غروبها
وإن كرهت الدجاجة والبطة
***
نبشت داخل ذاكرة الطفولة
فعثرت على ثلاث كنوز قديمة
ترجع إلى العصر الحجري
ولعبة طفل برئ
من عصر البطولة
تفضح جرائم استعمار فضيع
بعد خمسون عاما
جاء يدعي المزايا بالسهولة
***
رسمت خطا تنازليا
لمسلسل التنازلات والمهازل
وقلت إن الأحرار مضوا شهداء إلى ربهم
يتبخترون في العلياء بين المنازل
***
تصنت بروحي لأرواح الأثير
رسمت بدمعتي جوهرة من آل البيت
تعيش في العصر الرقمي
بشرتها بقدوم البشائر
***
عانقت بالحب مهندس الخواطر
وجدته صاحب نفس زاهدة
قد نحت تمثالا عظيما....
تخليدا وتمجيدا.....
لصاحب.... إلياذة الجزائر
***
نصبت نفسي ناطقا رسميا
للجموع المتميزة بالمنبر الحر
رحبت بالخير....ترصدت للشر
***
سلطت الضوء على تلك البضاعة
وقلت :
احذروا الإشاعة
قبل مجيء الإشاعة
***
خرجت سالما من المعارك الوهمية
وحروب الرسوم المتحركة
وقلت :
دعوا الزمن يكشف لنا خيوط القضية
***
عبرت حدود الأردن
تنقلت بين مخيمات اللاجئين
قضيت ليلة كاملة معهم في العراء
وكنت من بين المشردين الجائعين
***
ووجهت استنكارا شديد اللهجة
إلى المنظمات الحقوقية
في الذكرى السنوية لحقوق الإنسان
اعتنيتم بكل أنواع الحيوان
وفرطتم في بني الإنسان
***
نقشت اسمي على صفحة الذاكرة
كشاعر صعلوك وحده في الدائرة
فولدت مرة أخرى بعد ولادتي
وتركت العقول حائرة
***
فتحت معتقلات الأقلام
أزحت اللثام
كتبت تقريرا مفصلا
عن الوضعية المزرية
وعن أسباب الخصام
***
يا ناطحا بالشهادات سقف السماء
سبعون نصا افتراضي
وكل عتادي وزادي
خمس أعوام من الطور الابتدائي
***
سبعون نصا يا شاعر النوى
ولم أزل مغمورا في قريتي الأحلى
سبعون نصا يا كتاب الهوى
ولم أزل في الصفحة الأولى