قصة قصيرة
بقلم:
الكاتب القاص/ تيسير الغصين
حِكايةُ قلمٍ- أين كنتَ طوالَ هذه السنين يا صديقي؟! فتشتُ عنكَ طويلاً، هِمْتُ في كلِ الطرقاتِ، وعبرتُ القِفَارَ، قلَّبتُ كلَ أدراجي، حتى زوايا غُرفتي، أتَعرِفَ غُرفَتي بِنافذتها الشرقية؟ كم راقبتُ القمرَ حِينَ بزوغِهِ عَبْرَها وقد راقَ لي السهرُ مُتَأمِّلاً سِحْرَه على المكانِ! كُنتَ رفيقي وَوِلْفِي في تلكَ الأُمسِيَاتِ الدافئةِ، فَلِمَ هجرتني؟ كيفَ هَانَ عَلَيْكَ عِشْقِي، كيفَ غَفَتْ عيناكَ بَعْدِي؟ كيفَ سَكَنَتْ خَلَجَاتُكَ في سَاحَاتِ الغِيَابِ؟!
- أنا مَا هَجَرْتُكَ يا صَدِيقي بلْ أنتَ مَنْ بَادَرَ بجَفْوَتي! وكيفَ لي بِمُلازَمتكَ وتلكَ مِمْحَاتُكَ تَتَرَصَدُني لا تَفْتَأ تُلاحِقَني تُفتِشُ في حُروفي لِتَنْقَضَّ تَمْحُو مَا خَطَطْتَ!
- إذن تَعَالَ لِنَنْطَلِقَ مِنْ جَديْد..
- وتلكَ المِمْحَاة؟!
- سَنَعْمَلُ عَلى أنْ لَا نُخْطِئ.