أجــثـو وسـاريـة الأســى تـقـف
تـبـكي الـذيـن بـمـجدها هـتـفوا
والصوت يفترش السكون هنا
والذكرياتُ اليأسَ تلتحـــــــفُ
وقـصـائدٌ عـجـفاء تـندب مــن
جــاؤوا بـهـا شـعرا ومـن نكفوا
والــبــحـر تـفـعـيـلاته انــهـزمـت
والــحـرف لا يـحـكـي ولا يــصـف
والـشـوق يـهـدي مـوجتي ظـمأً
ورصــيـف بـحـر الـخـوف يـرتـجف
والـعـيـد.. أيـــن الـعـيد؟ فـرحـته
فـــي فـجـوة الـنـسيان تـعـتكف
وأنـــــا وصــنـعـائـي مـشـاعـرنـا
كـالـصمت أرض مــا لـهـا طــرف
يــا قـبـلة الـحـب الـتـي ابتعــــدت
عـــن وجـهـتـي أيـــان أنــصـرف
يــمـمـت شــطـرك دون راحــلـة
ورجــعــت بــالـخـذلان أعــتــرف
ووجــدتـنـي أضــغــاث مـلـحـمة
فــي أسـطـر يـلـهو بـها الـصلف
تـاهت خـطاي ولـست أحـملني
فـــي كـــل دربٍ ثَـــمّ مـنـعـطف
لــكــن لــــي عــهـدا سـأنـجـزه
لأتــــوب عــمــا كــنـت أقــتـرف
أمس انطلقت.. خطاي تسبقني
لـمـدائن الـعـشق الـتي نـسفوا
فـــوجــدت أسمــأئي مـبـعـثـرة
الــبــاء فــيـهـا بعــده الألـــف
أطـــلال يـومـي كـيـف تـعـرفني
شـــاخ الــزمـان وظــلـه وجـــف
كـــــل الــخــرائـط لا تـبـلـغـنـي
غـايـات أمـسـي.. كـدت أنـجرف
صـــار الـنـشـاز ربــيـع أغـنـيـتي
وخـريـف عــمري ريـحـه خــرف
كــم قـلـت لـلأمس الـقتيل هـنا
إن الــطــغـاة كـفـاحـهـم تــــرف
قــعـدوا عــلـى أنـفـاسنا حـقـبا
وعـلـى مـكـامن جـرحـنا وقـفـوا
يـتـسـابقون إلــى الـنـجاة وكــم
مــاتـوا ومـــات لـديـهم الـشـرف
يـتـمردون عـلـى الـمـمات وهـل
يـحـيـون؟!! إن قـلـوبـهم خـــزف
هـــم أحــرقـوا أعـوامـنـا كــمـدا
هـم مـن نـدى أحـلامنا ارتشفوا
وهـم الـذين اسـستصغروا وطـنا
فـــي جـرحـه اتـفـقوا لـيـختلفوا
هـــم ذلـــك الـطـاغـوت نـصـنعه
وهـــمـــا ونــعــبـده ونــعـتـكـف
هـــم بـــؤرة الآلام لــو عـصـفت
ريـــح أزاحــت غـيـمهم كُـشـفوا
وهـــم الـذيـن سـقـوا مـصـارعنا
ظـمـأً ومــن دم جـرحـنا اغـترفوا
يـــا فــجـر قـــل لـلـعـابثين بــنـا
مــا عــاد يـمـحو ذنـبـهم أســف
مــا عـــاد يؤنس ليلــنا قمــــرٌ
في غيمـــة الأوهــام ينخســــف
حــتـام يـحـيـي الــخـوف أزمـنـة
حـــيــرى تـداهـمـنـا وتــنـحـرف
قــــل لــلـذيـن تـربـصـوا بــغـدي
لا خـيـر إن كــان الـوغـى الـكنف
مـــاذا يــريـد الـلـيل مــن وطــن
تـبـكي عـلـى جـثـمانه الـجـيف
مختار محرم