يدفعني بزوغ الشمس إلى بركة اليوم الجديد , حيث الوطن ..المطار , و سفر الحنين بدوني.. أتخبط ,ألتقط الأنفاس و النجدة..أتشبث بصخرة أمنية على حافة النهار ..أصنع ابتسامة لأمحو ثوب الليل من على ملامحي ..أستل حبلا من أوردة قلبي ,و أربط كلب اليأس بعيدا عن خيمة الذاكرة, أهديه عظما من موائد صمودي... يحطني الليل عصفورا مبللا على غصن إغفاءة ,بين هدير المحركات ,و عيون المصابيح الجاحظة في وجه الشارع ,يزجّ بي إلى بوابة نعاس مغلقة.... تتطاير فناجين القهوة المرّة أفواجا إلى رأسي ,تمزق جواز سفري , و تأشيرة دخولي إلى أرض النعاس ,تحتجزني في مطار الانتظار من الصباح إلى الصباح حاملا حقائب الأرق...السجائر عساكر بيض ترسو على بوابة الشفتين , و تضرب القلب المتهم بمحاولة تهريب الأكسجين إلى أوردته ... يصيح في رأسي ديك المنبه عند مشارف الفجر , يأخذني عنوة من البارحة , حيث تقودني قدماي إلى حذائي , ليجرني حبل الأمل إلى زحمة الأرصفة ..إلى كانون الشمس الذي يطهو لحم الأرض ,منذ أول التاريخ ...إلى ذيول السيارات التي تشحن الذهب الأسود للرئتين بلا ثمن , و إلى يد الريح التي تطعم عيناي سكر الأرض الأحمر....
هكذا تداوي الجدران جراحها بالإسمنت ,وأرمم بناية قلبي بحجرالتوق للغد ..أدق جداره بمطرقة الأمنيات
و أشد ركائزه بحديد الجميل من الذكريات....