حَدَّقَ اللَّيلُ فِيْ عُيُونِكِ سِرَّا فَانْجَلَى مِنْ ثِيَابِهِ وَتَعَرَّى وَرَأَى الشَّمْسَ مِنْ حِجَاجكِ تَجْرِي حِينَ شَقَّتْ لَهَا الجُفُونُ مَمَرَّا فَتَوَارَى بِمُقْلَتَيكِ وَلَمَّا وَجَدَ الأَمْنَ فِيْ الحِدَاق اسْتَقَرَّا كُلَّمَا أَوْمَأَتْ عُيُونُكِ مَدَّتْ فَوْقَ خَدَّيكِ لِلَمَفَاتِنِ جِسْرَا حِينَ أَرْخَتْ رُمُوشَهَا كَسنَا بَدْرٍ فَأَلقَتْ , عَلَى جَبِينَكِ عِطْرَا وَغَدَتْ وَجْنَتَاكِ مِثْلَ رِيَاضٍ فِيهِمَا النُّورُ أَنْبَتَ الحُسْنَ زَهْرَا وَبَدَا لِيْ انْعِكَاس وَجْهِكِ فِيْ الكَونِ قَنَادِيْل ضَوْءُهَا ذَرَّ تِبْرَا وَعَلَى ثَغْرِكِ الشُّمُوسُ تَجَلَّتْ كَيْ تُذِيبَ احْتِرَاقَ ثَغْرِكِ خَمْرَا فَإِذَا مَا ابْتَسَمْتِ شَعَّتْ نُجُومٌ كِدْنَ يَنْثُرْنَ مِنْ شِفَاهكِ دُرَّا عَجَبِيْ كَيفَ يُصْبِحُ الثَغْرُ كَأْسًا صُبَّ مِنْهُ الرِّضَاب فَانْسَابَ نَهْرَا أَنْتِ أُنْثَى ، مَنْ يُبْصِر الحُسْنَ فِيْهَا ظَنَّهَا أُوْتِيَتْ مَعَ الحُسنِ سِحْرَا لَيْتنِيْ أَسْتَطِيعُ وَصْفَكِ حَتَّى أَمْلَأ الأرْضَ مِنْ جَمَالِكِ شِعْرَا فَأَنَا كُلَّمَا رَأَتْكِ عُيُونِي أَكْتُبُ السَّطْرَ ثُمَّ أَمْسَحُ سَطْرَا