يا لَوْعَة المشتاق في تَهيامِهِ ** وشقاهُ في أشواقهِ وغرامِهِ !!
عزَّ اللقا أنَّى تراها عينهُ؟! ** إلا إذا زارتهُ في أحلامِهِ
كالبدرِ واراهُ الغيامُ فلم يزلْ ** يرجو لعلَّ يلوحُ بعد غيامِهِ
فإذا أطلَّ من الغيام بدتْ لهُ ** أطيافُها كالبدر حين تَمَامِه
والغصنُ لو حطَّتْ عليه حَمَائمٌ ** خالَ الحبيبةَ فوق غصن حمامِهِ!
كالبدر يوم تمامهِ, والغصنِ تحت حمامهِ , والليث في آجامِهِ!!
هو مولعٌ لم ينسَ بعد وإنْ نسى ** أتُرَاهُ يشفى من أسى آلامِهِ؟!
سَلَبَتْهُ قلبا راح عنها دونه ** وبَرَتْهُ صبًّا أنَّ منْ أسقامِهِ
وطنٌّ يراودُ حبُّهُ نفسي على ** ما كان من إيلامِهِ وسلامِهِ
لم أنْسَهُ يومَ افترقنا مثلما ** طفل بكى من بعد مُرِّ فطامه !
وأمَرُّ من بعدِ الفتى عن أهلهِ** بعدُ الفتى في أهْلِهِ وخيامِهِ
وطنٌ تُمزِّقُه الذئاب ولم يزلْ ** يرجو فكاكَ القيد عن ضرْغامِهِ
والقيدُ حول يد الكريم شهادةٌ ** أنَّ اللئيمَ يهابُ من إقدامهِ
هو ذلك الوطن الذي من أجله ** يرجو الجسور الحرُّ سلَّ حسامِهِ
ما زال لحنًا في الفؤاد عزَفْتُهُ ** وقصيدةً نُظِمَتْ على أنغامِهِ
يحلو الغناء لهُ و ما ملَّ اليراعُ النَّظمَ عن وطني وعن أيَّامِهِ
فشدوت بالأمجاد في أكمامِهِ ** وطمعت أني صرت منْ خُدَّامِهِ