نشر على الفيس بوك صورة ولده الوحيد.
أورام قبيحة بمختلف الألوان، تلتهم جل جسده...
(.. إلى أهل الخير..
ليس لي بعد الله تعالى إلا أنتم..
ولدي الوحيد يحتضر.. و العملية الجراحية باهضة التكاليف..
فهل من معين؟..)
أرفق بالمنشور رقم هاتفه...
تهللت أسارير وجهه، و هو يرى الصورة تحقق نسبة مهولة من الإعجابات في زمن يسير!
طفت آلاف الصور منها على العالم الأزرق بفعل المشاركات، و استبدالها بالصور الشخصية، و تضمينها في الأغلفة..
غص أسفلها بالتعليقات.. أدعية من قبيل (أعمى الله بصر من رآه، و لم يقل: شفاه الله..) أمنيات، عبارات للمواساة..
يبدو أن الأمور تتجه نحو الانفراج.
تملكه- على غير العادة- هوس بهاتفه.. يطالع شاشته مرة بعد مرة.. يتأكد من كونه على غير الوضع الصامت.
كثيرا ما كان يسأل زوجه إن كانت الباب قد طُرقت، أو سأل عنه أحد ما في غيابه..
و الجواب: لا..
يطل مرة بعد مرة على الفيس بوك. نسبة الإعجابات تتضخم، المشاركات تزيد، أدعية، و أمنيات، عبارات للمواساة..
يظل هاتفه صامتا.. أنات ولده تمزق نياط قلبه.. الأورام تتعملق، ألوانها تزداد قتامة..
.. في غرفة الإنعاش، انتهى كل شيء.
و بدأت في الفيس بوك حملة أخرى..
الصورة تحقق نسبة مهولة من الإعجابات، و المشاركات..
عبارات التعازي، و الترحمات.. كلمات للمواساة..
نياط قلبه لا زالت تتمزق.. و هاتفه لا يزال صامتا!!