العَقْـلُ سِرٌّ و المَـحَابِـرُ أَلْـسُنٌ لولا اليَـراعَةُ ما فَشَتْ أفكارُ
و الـنَّفْـثُ في جُثَثِ الحروفِ يُحِـيْلُـها لغةَ القلوبِ فَـتورقُ الأحبارُ
و الشِّعرُ موسيقى الحُداةِ و ما يُرَى فوق الشِّفاهِ إذا حدوا مِزْمَارُ
و المعْلَمُ المَهْجُور دُونَ حَصَانةٍ مُنِحَتْ لَهُ يَتجَـرَّأُ الحَجَّارُ
لولا الحنينُ إلى الدِّياِر و أهْـلِها لَـخَـلَـتْ قِـفارٌ ما بِها آبَــارُ
و أحسُّ نبضاً كالمراهقِ في دمي يغري الرَّجَاحةَ ، و المشيْبُ يَغَارُ
شوقٌ إلى ماضٍ سحيقٍ ساقني و حداؤهُ : قَدْ شاختِ الأعمارُ
فهَناك عِـشْقٌ غَامضٌ مَتَحَكِّمٌ فِـيْـنَـا كَما تَتَحَكَّـمُ الأقْـدَارُ
من ذاكَ بَوْحُ الغَابرينَ فإنَّما شعريْ الصَّدى ما إنْ شدتْ أشْـعارُ
كالنّهرِ يَجْـري ظَاهِرَاً و تَمُدُّهُ من جُـوْدِ أطْبَاقِ الثَّـرى أنْهارُ
__________________________________________________ ______
هذا النص ثمرة من ثمار سجال شعري يدور بيني و بين الأخ : عادل العاني حفظه الله تعالى.