لِـعَينيكِ مَـا أَلقَى مِن الوَجدِ وَالوَجَعْ
وَحُـزنِي الذِي لَم يُبْقِ لِلصَبرِ مُتَّسعْ
وَفُنْجَانُكِ المَقرُوءُ فِي صَمتِ أَحرُفِي
وَسِـرِّي الذِي أَفشَتْ حِكَايَاتِهِ الرُّقَع
لِـعَـيـنَـيكِ رُوحٌ كُـلَّـمَـا نَـــامَ حُـزنُـهَـا
تُـلَاحِقُ طَـيفَ الحُبِّ فِي كُلِّ مُرتَفَعْ
وَآثَـارُ إِنـسَانٍ جَـرِيحِ الـخُطَى مَضَى
كَـمُـتَّـبِـعٍ يَـــروِي حَـمَـاقَـاتِ مُـتَّـبَـع
وَذَاكِــرَةٌ صَـفـرَاءُ شَـاخَـتْ غُـصُـونُها
وَنَـجـمٌ عَـلَى أَطـلَالِ نِـسيَانِهَا وَقَـع
لِـعَـينَيكِ مِــن قَـلـبِي سَـلَامٌ كَـتَبْتُهُ
قَـصَـائِدَ شَـوقٍ بَـحرُهَا مِـنكِ مُـبتَدَعْ
يُـسَـائِلُ عَــن أَطْـلَالِ أَمْـسٍ مُـهَاجِرٍ
لِأَصـقَاعِ وَصْـلٍ لَـم يَـزُرْنِي وَلَـمْ يَدَعْ
إِلَــيـكِ كِـتَـابَـاتِي.. حُـــرُوفٌ تَـفَـنَّنَتْ
تُـفَـسِّرُ خَــطَّ الـكَفِّ وَالـرَملِ وَالـوَدَعْ
بِـمَوجِكِ أَسـتَجدِي لِـخَوفِي سَفِينَةً
فَـأَنتِ شَـتَاتِي وَالـمَسَافَاتُ مُجتَمَعْ
دَعِـيـنِي أُدَارِي فِـيـكِ آثَــارَ خَـيبَتِي
وَأجـبرُ ظِـلًا فِي مَدى الظُلمَةِ انْهَزَع
وَأَســـأَلُ عَـنِّـي غُـربَـةً لَا تُـجِـيبُنِي
وَأخـبِـرُ عَـنَّـا مَـوعِدًا مِـنكِ مَـا اقْـتَنَع
وَلَا تَـذكُرِي يَـومَ الـرَّحِيلِ الـذِي بَـدَا
بِــوَجـهٍ خَـرِيـفـيٍّ بِـشَـارَاتُـهُ جَـــزَع
إِذَا صَــارَتِ الأَيَّـام حَـيرَى كَـخُطوَتِي
وَخَـالَـفَت الآحَـادُ مَـا سَـنَّت الـجُمَع
وَثَـارتْ جِـرَاحُ الأَمـسِ حُـزنًا وَغَادَرَتْ
عَـصَافِيرُنَا العُشَّ الذِي شَادَهُ الطَمَع
وَصَـارَتْ حَـيَاتِي مَحضَ وَهمٍ مُسَافِرٍ
يُـنِـيـرُ دُرُوبِــي بِـالأَكَـاذِيبِ وَالـخُـدَع
فَـلَا تَـقنَطِي مِـن أَوبَـتِي ذَاتَ مَـوتَةٍ
فَحَبلُ الهَوَى بِينِي وَدُنياكِ مَا انْقَطَع
سَـأَرحَلُ عَني كَي أَعُودَ فَليسَ لِي
هُـنَـا مِــن أَنَــا إِلَّا خَـطَايَاي وَالـوَجَعْ
حَــرِيُّ بِـحُلمِ الـوَصلِ أَنْ يَـسْتَعِيدَنَا
وَيَـرفَع دَربُ الـبَينِ بِـالهَجرِ مَـا وَضَـع
مختار محرم
12 / 12 / 2015 م