20/12/2015
تناديك يا ابن المجدِ جرْدٌ سوابِحُ ** وتهفو إلى الأبطال فيها الجوانِح ُ
تناديك عُدْ يا فارس المجد والعلا** وأقبلْ فقد تاقتْ إليكَ الصفائِحُ
ديارُك بعد العزِّ صارت ذليلةً **وأصقاعها غشَّتْ عليها المذابِحُ
جوادُك فوقَ التَّلِّ فاسمعْ صهيلَهُ** يقود خيول الفجر وَهْي جوامِحُ
تتوقُ إليك البيضُ يا فارس العلا **وسمرٌ طوالٌ ما لهنَّ مصافِحُ
فلَبِّ النِّدا والوجهُ حرٌّ وواضِحُ ** وقمْ للفِدَا والعزم في القلب قادِحُ
وصدْرُكَ دون السَّرْد بالعزم ثائرٌ** وكفُّكَ دون القيدِ بالسيفِ صائحُِ
وذُدْ عن ديارٍٍ بات في القيد أهلُها**يُكَبَّلُ فيها الليث والذئبُ سارِحُ
وقلبكَ خفَّاقٌ بنبض جدودِه** ووجهُك تبدو فيهِ منهمْ مَلامِِحُ
ملامحُ أجدادٍ كرامٍ بواسلٍ**لهم منزلٌ للمجدِ عالٍ وواضحُ
أليسَ أبوكَ الليث من كان عزمُه** أشدّ من الأهوال والهول كاسِحُ؟!
فكن مثله في الدَّرْبِ يسعى بعزة ** فترهبه الأعداء وهْي سوارحُ
فيَزْأرُ يوم الحربِ والهول جارِحُ** ويَأرِزُ يومَ السّلم والظلم جانِحُ
ومن شاء نيل المجد فليسعَ نحوه **ولا يدرك الأمجادَ إلا المكافحُ
وتلك شعوب العُرْب في بحر غفلةٍ **على شاطئيه الغدرُ غادٍ ورائِحُ
فشعبٌ يرى في الذلِّ والعارِ مغنما **وشعبٌ سليب الرَّأي في النَّوم سابحُ
فصنفان هذا بالمهانةِ قابعٌ **وذلك عن غرْم الكرامة نازِحُ
وإنَّ ارتضاءَ القهر عارٌ وخسَّةٌ ** وإنَّ رداءَ الذُّلِّ للمرء فاضحُ
ومن يرتجي عفوَ العدو فإنَّهُ ** كطالبِ عذبِ البحرِ والبحرُ مالِحُ!
فأيُّ شعوبٍ تلك من هان عندها ** ثراها وباتت تستبيها الجوارحُ؟!
عجبتُ لها ضلَّت سبيلَ نجاتها !! **وإنَّ سبيل النصرِ كالشمس واضحُ