طَيْفٌ وحَرْفٌ والْتَقَتْ روحاهُما
وتعـارفا فتـَآلـفَ الْقَـلْبـانِ
هَمْـسٌ يُؤَجِّجُ كُلَّ شَـوْقٍ كَامِنٍ
فَتَـذَوَّقَا ما ضَـاعَ بالْحِـرْمـانِ
عَجَباً لِأَطْـيافٍ تُلامِـسُ بَعْضَها
بَعْضاً فَتُشْـعِلُ جذْوَة الإنْسَـانِ
ما أَنْ يَمَـسّ الطَّيْفُ هـذا إِلْفَهُ
وكِلاهُـما يَشْـتَاقُ للتَـحْـنانِ
إلاَّ وَتُـولَدُ دُونَ خَـوْفٍ نَشْوَةٌ
تَنْمُـو وتَرْفَـعُ رايةَ الْعِصْـيانِ
مَنْ ذَا يُرَوِّض بالْوِصَالِ جُمُوحَهَا
وَهِيَ الشَّمُوسُ بِصِبْغَةِ الْفُرْسَانِ
ياللْحُروْف إذا تَبُوْحُ بما اشْتَهتْ
روْحَاهُما تَطْـغَى على الْكِتْمانِ
وَعَلَى بُسَاطِ الْحُبِّ تنْشُرُ سِحْـرَها
بِبَـلاغَةٍ وَفَصَــاحَةِ التّـبْيـانِ
لا تُخْطِئُ الْقَلْبَ الرَّهِيفَ بِمَسْمَعٍ
تسْـرِي إِلَيْهِ فَتَشْـتَهِي الْعَيْـنانِ
طَيْفٌ وحرفٌ لَيْسَ إِلاَّ فَاسْتَـوَى
ثَمَرُ الْغَـرَامِ عَلَى ذُرَا الْأَغْـصَانِ
أَهِىَ الْعُيُـونُ ؟! فَـمَا رَأَتْ عَيْنَاهُمَا
صُـوَراً لِيَعْشَـقَ أَيُّـهَا الْإِثْنَـانِ
أَمْ قَدْ تَقُـولُ الْأُذْن تَعْشَـقُ قَبْلَمَا
تَهْـوَى الْعُيُـونُ ؛ وَذَاكَ قَـلْبٌ ثَانِ
لَمْ يَسْمَـعَا مِنْ قَبْـلُ أَوْ يَتَـلاقَيَا
فَـبِأَيِّ قَـلْبٍ يَعْشَـقُ الطَّيْـفَانِ ؟!!