لغتي هويّتي
لغتي العربيّة ، أنت النّبض الذي يحيي قلب العروبة إذا ما أصاب شرايينه التّجلّط الآتي من دهون اللّغات الأخرى الملمّعة لذاتها، والمفلحة بفرض استساغة مذاقها علينا، والانبهار بزبدها على حساب دسم حروفك!
أنت العلَم الذي يرفرف في سماء البقاء شاهدا على الارتقاء، وداعيا إلى الحفاظ على الكيان العربيّ عاليا في أبراج الحضارات، لا الدّفن في رمل المتاهات، والرّكض وراء زيف الإغراءات!
أنت القابضة على جمر وجودنا بعدما أُضرمت فيه نيران الشرذمة للقضاء على العزّة، وسلب جواهر الكرامة التي تغنّى بها الأجداد ممّن سطروا بحروفك أساس العلوم، ونقشوا بروعة جمالك جدران حصون المجد ليدخلها الأعداء لاحقا عارفين "من أين تؤكل الكتف" فتحصّنوا فيها، ودكّوا جدرانها بجبروتهم وزيّنوها بجميل ما عندهم، وبات أهلك يلهثون وراءهم، يستجدون دِيَم فكرهم، ويهلّلون لعظمة صنعهم؛ متناسين أنّهم كانوا الأئمة، فأصبحوا الأتباع!
أنت الدّرع الواقي من رصاص الغدر ترميه أسلحة الخبث والدّهاء لسلب الهويّة، وجعل النّاطقين بك أتباعا يشربون من كؤوس صناعتها غريبة، ومملوءة بماء يزمّ التّفكير، ويجعل أهلك يرغون خلفهم كالبعير.