نجوْتُ من حادثة سير !
عبد اللطيف السباعي
هذي عُصارة حَرْفٍ تملأ الكاسا = لا تجْعلوها بعُرْفِ الشعر مِقياسا
حكايتي لحظةٌ أدْرَكْتُ ذرْوَتها = لمْ يبْقَ بعْدُ سوى أنْ أخْبِرَ الناسا
أسبوعُ بلبلةٍ والأربعاءُ بهِ = يومٌ توشَّحَ همًّا يُوجعُ الراسا
رَكِبْتُ دَرَّاجةَ الوقتِ التي انْطلقتْ = تجتابُ درْبًا منَ الأشجانِ حسَّاسا
يُهْدي إليكَ إذا صَافحْتَهُ حُفَرًا = تمَثلتْ لضحايا الزيفِ أرْماسا
وفي الطريق تلالٌ منْ حصًى نُثِرَتْ = فاملأْ إذا تبْتغي مِنْهُنَّ أكْياسا
كفِّي على مِقودٍ داويْتُه - وأنا = أرْقاهُ - منْ رَمَدٍ في عيْنِهِ جاسا
ألْقيْتُ ضوْءَ دعائي فوق غُرَّتِهِ = أشْعلْتُ منهُ على صِدْغيْهِ نِبْراسا
أنا الكتابُ الذي في الظل مهْجعُهُ = لو شئتُ أرْسلتُني في الأفقِ قِرْطاسا
لكنَّني مُوثِرٌ صمتي ومُنتظرٌ = أن يُوقِظَ الوجدُ في الأحلامِ أعراسا
لم ألْتحِفْ طيْلسانًا في البلاد ولا = قرَعْتُ في مَسْمعِ الأيامِ أجْراسا
منْ مَكْمَنِ الغفْلةِ العشواءِ باغَتني = مُحرِّكٌ فوق أرضِ الوهمِ قد داسا
كأنَّ عَرْضَ الطريقِ الفجِّ حَوْزتُهُ = بهِ انْتضى من دُخَانِ الزهْوِ أقواسا
قد كانَ في رَدَهاتِ النفْسِ وشوشةً = قد كانَ منْ قبْلِها في البالِ وَسواسا
هَوَيْتُ فوقَ كثيبِ الصمتِ.. منْ ألمٍ = رأيْتُ نجمَ الضحى يختالُ مَيَّاسا
والناسُ حولي ارْتقَوْا جوَّ الأسى زُفَرًا = واصَّعَّدوا في سماءِ الخوفِ أنفاسا
البعضُ يَخْفِضُ بالإشفاقِ هامتَه = والبعضُ يضربُ أخماسًا وأسداسا
لمْلمْتُ بعضي.. شعورُ الناسِ مِرْوحتي = ورُحْتُ أهْدفُ إدراكًا وإحْساسا
تلكمْ عناية ربِّ الكونِ ترْفُقُ بي = فلستُ آسَفُ مما كانَ أو آسَى
في دَوْحِ حكمتهِ ما نستظلُّ به = في غيثِ رحمتِهِ ما يُذهِبُ الباسا
آيت اوير _ المغرب
09/12/2015