بأيِّ حبيبةٍ قلبي أقرّا
ويرفضُ بعدها أن يستقرّا
وأيِّ متاهةٍ أقحمتُ نفسي
صوابي ضاعَ والإرشادُ فرّا
صببتُ التوقَ مرًّا فوق مُرٍّ
أليت هوايَ ما استشرى و مَرّا
تكسَّرَ كبريائي شاخَ حُلمي
تشظَّتْ أمنياتي منهُ خُسرا
فلا الأيام تبني ما تهاوى
ولا الأحلامُ تكسو من تعرّى
لأجل الشام أكتبُ ماتبقى
منَ الأشواقِ إنشاداً وشعرا
لعلّ عتابها يسلو فؤادي
فكم ترتادُ في عينايَ قصرا
وتتخمُ خافقي بالهجرِ ويحاً
تعاتبني : هجرتَ الشامَ نُكرا
ولا تدري بأني لم أهاجرْ
وكيف أطيقُ في الهجران صبرا
مررتُ على الخيامِ أزور ربعي
فهاض الدمعُ للأحوالِ تترا
سألتُ الله كيف النصرُ يأتي
وحالُ اللاجئين تئنُّ فقرا
أليسَ المسلمونَ يرونَ قوماً
ترقُّ لحالهم كفّار كسرى
وقد سكنوا خياماً لاتقيهم
مناخاً زجّ برداً أجّ حرّا
رجعتُ إلى الجبالِ ألمُّ آهي
صُراخي من عروشكمُ تبرّا
وأُشهدُ خالق الكونين أني
سأكفرُ بالحدودِ رضاً وفخرا