هبط على الحافة المتموجة ، ولمس بجناحيه الخفيفين حافة الأفق . كان نورسا وحيدا ، يتلون بالضوء . النسيم جاء في ثنايا ريشه. يفرد جناحيه من الشمال باتجاه الجنوب. ارتطم بدون أدنى حذر بالحد الفاصل بين زرقة الأفق ، وظلال اليم . ارتطم . لم تنقذه الزوارق، ولا نداوة الفجر الصبوح. تناثر اشلاء ، فسحب الموج نثيره كذرات مبعثرة في اتجاه الشاطيء .
كان ثمة بنات ضحوكات يحلمن بلمسات حب مستحيل . لمس الأحمر أنا مل فتاة . ضحكت أخرى ، وضربتها برفق على يدها : العذاري لا يحدقن في هذا اللون بالذات .
على الرمل الصامت انسحب الموج تاركا الأشلاء المبعثرة عى الخط المتعرج . جاء عامل البلدية وملآ مقطفه بالأصداف ، والنفايات ، وبقايا الطائر الذي لقى حتفه كونه غادر السرب بلا استئذان!