افعل ما تشاء
بلسان الأم التي يستعصي على فؤادها الكره، وتأبى مشاعرها المدرارة بالعطف والحنان أن تنال من صورة وليدها، مهما عق أو ارتكب:
أنسيتَ - أم زلَّتْ بكَ الأقدامُ - حِضنَ الأماني حيثُ كنْتَ تنامُ؟ أنسيتَ أنَّكَ من دمي رُوِّيتَ يومًا وازدَهَتْ بقدومِكَ الأيَّامُ ؟ أوَّاهُ كم أشبِعْتَ من صَدرْي وكم هزَلَتْ بما درَّ الوريدُعظامُ ؟ كم كُنْتَ تفرحُ من عُصارَةِ أدمُعي وغنيمَتي إذْ ما سلِمْتَ سلامُ هل عدْتَ تذكرُ صوتَ تلبيةِ النِّدا لمَّا تنادي بالنَّوائبِ : (يامو ) ؟ أم ضاعَ يا ابنَ القلبِ مشهدُ لهْفَتي بينَ الدُّروبِ وأُجْهِضَتْ أحلامُ ؟ مهما فعلْتَ فلنْ تُمَسَّ بخاطري لَودِدْتُ فقْدَ السَّمْعِ حينَ تُلامُ ومقامُكَ المعهودُ بينَ أضالعي باقٍ .. لغيرِكَ موصَدٌ وحرامُ فاطمَعْ حبيبَ القلبِ وافعلْ ما تَشا حُفِظَ القرارُ وجفَّتْ الأقلامُ