حُزنُ الفراشة
عبد اللطيف السباعي (غسري)
حُزنُ الفراشةِ في رُباكِ يُلِحُّ = أيَصِحُّ أن يَعتادَني.. أيصِحُّ؟
أغشى به مُدُنَ السَّرابِ ويَقتفي = أثَري بها مِن بَعضِ ريحِكِ رَوْحُ
وأنا الذي مِن قبلِهِ لم أتَّشِحْ = بِجَوًى لهُ مِن مُزْنِ وَجهِيَ رَشْحُ
وتجِفُّ عِندِي المُفرداتُ وَغَيْمُها = حتى صَبيبُ القافياتِ يَشِحُّ
ما الخَطبُ يا وَجَعَ الفؤادِ وشَوقَهُ؟ = ألديكِ للوَهمِ المُخَيِّمِ شَرْحُ؟
شَهدُ الكلام على لِسانِكِ حَنظلٌ = ضَحِكُ البلابلِ في جِنانِكِ نَوْحُ
ولهيبُ شَوقِكِ تحتَ جَفنِكِ نائمٌ = وإذا أنا أذكيْتُهُ لم يَصْحُ
أكَسَرْتِ جيدَ الأمنياتِ وخِصْرَها = أم سُكَّرُ الأحلامِ عِندَكِ مِلْحُ؟
أم بَعثَرَتْكِ هَواجِسٌ وثَّابَةٌ = عَظُمَ المُصابُ بها وعَزَّ البَوحُ؟
لا تَحزَني وتسَلَّقي شَفقَ الرِّضا = فالليلُ مُنتقِلٌ إليهِ الصُّبحُ
والبَحرُ مُنقطِعٌ إليهِ عُبابُهُ = والحُسنُ منتحِرٌ لديهِ القبحُ
والشمسُ تسكُبُ في جيُوبِكِ دِفئَها = والنخلُ عاطفةً عليكِ يَسِحُّ
هَشّي لهُ.. هُزِّي إليكِ بِجذعِهِ = يَسَّاقطِ الرُّطبُ الجَنى والطلْحُ
لا تَحزَني.. للياسمينِ - إذا هَمَى = عَرَقُ الربيعِ - على جبينِكِ مَسْحُ
أخَشِيتِ أن تقِفِي على نُصُبِ الأنا = في الرُّوحِ قرْحٌ.. في القصيدةِ قرْحُ؟
ودُمى الشعورِ عليهِ منكِ كَليمةٌ = أنَّى يَضيرُ دُمى الشعور الذبْحُ؟
لا تقلقي.. مِحرابُ عِشقِكِ قائمٌ = صَرْحًا عليهِ مِنَ التشَوُّفِ صَرْحُ
تحنو عليهِ مِنَ الحنانِ غمامةٌ = ويُظِلُّهُ في حَقلِ هَمسِيَ دَوْحُ
آيت اورير – المغرب
08/10/2011