|
يقولُ الحبُّ: يا مطرَ الصباحِ |
تسلَّلْ في شَذيَّاتِ الأَقاحِي |
ويا زهَراتِ رَوضَتِنا أفِيقي |
فصَوتُ الطيرِ يَصدحُ في المَراحِ |
يُنادي العِشقُ أرياحَ السَّماءِ: |
تلقِّي السُّحْبَ في أعلَى الفَضاءِ |
دَعيها تسكُبُ القَطَراتِ فجراً |
لَسِحرُ الفَجرِ في مطرِ الشِّتاءِ |
يقولُ الحبُّ: يا طيرُ اصدَحِي لي |
أنَا المحبوسُ في صدرِ الجَميلِ |
يُداعبُني قليلاً ثمَّ يَدنُو |
منَ التلفازِ يَعبثُ بالجَديلِ |
انا المَكبُوتُ في حُلمِ الخَجولِ |
يغطِّيني بدَمعَتهِ القَتُولِ |
أصاحِ، الدَّمعُ لَن يروي غَليلِي |
عِناقُ الشوقِ جُزءٌ من فُضولي |
يقولُ الحبُّ: إنْ يُعقَدْ قِراني |
منَ الدَّنِفِ المعتَّقِ بالمِرانِ |
سأحيَا في ضياءٍ مُستديمٍ |
ففِي الظَّلماءِ مَوتِي واحتِقاني |
أُحبُّ الضوءَ مِن كلِّ الجهاتِ |
ولا أهوَى الظَّلامَ على حَياتي |
لأنَّ الشمسَ دَربيَ لِلمَعالي |
ونُورَ البدر يَكمنُ في صِفاتي |
يقولُ الطفلُ: يا أُمِّي املَئينِي |
بحبٍّ كاملِ الدَسمِ ارضعيني |
أرى الأشياءَ يَملؤُها بَياضٌ |
كلَونِ الحبِّ ما بَينَ الجَبِينِ |
يقولُ الحبُّ: أَحببتُ الطُّفُولَهْ |
بَراءاتي بأعيُنِهم خَجُولَهْ |
تداعِبُني قلوبهمُ الخوالي |
وأنفسُهمْ لألعابٍ غَليلهْ |
يقولُ الروضُ: كلُّ الكونِ يدري |
بأني في دِما النحلاتِ أجرِي |
ولَولا أنْ كساني اللهُ عِطراً |
لضاقَ النحلُ مِن ألوانِ زَهري |
فقال الحبُّ: يا روضُ اعتذاري |
لنِسياني جنينات الحَواري |
رأيت الوردَ أغناكُم غراماً |
تداعبهُ الشفاهُ من العَذاري |
يقول الغيثُ في همساتِ زرعِ |
يدغدغه السُّنيبلُ فوق طلعِ |
أيا زرعُ اشترِ النَّسَماتِ منِّي |
فمِن أثداءِ ريحٍ كان رَضعي |
فقال الحبُّ: يا نهرُ ارتَشِفني |
وبينَ السهلِ والوادي افترِشني |
لأَسقي الغابَ من شَجرٍ لَفيفٍ |
وبينَ الثلجِ إِسبَحْ وارتعشني |
وقد يطغَى على شَوقي انتِحاري |
بقلبٍ محقنٍ بدماءِ ثارِ |
وهل ينجو مِن الإحراقِ حبٌّ |
اذا اختارَ التعايشَ وسْطَ نارِ؟ |