|
أنَا الحَزِيْنُ ، لَعَمْرِي كيفَ أبْتَسِــمُ |
وَالحُــزْنُ يَقْطِفُ أفْــرَاحِيْ وَيَلْتَهِـمُ |
لا يُخْمِدُ الدَّمْـعُ حُزْنًا وَالدِّيَارُ دِمَا |
أوْ يُسْعِـدُ السَّمْعَ عَزْفٌ وَالأنِيْنُ فَمُ |
أبكي العُرُوبَةَ في وَحلِ الدِّمَاءِ دُمَىً |
أعلَى مِنَ القَـومِ أدنى ما يُرَاقُ دَمُ |
ماذا أُحَــــدِّثُ عَنْ خِزْيٍ ألَمَّ بِنَا |
بأيّ لَوْنٍ أخُــطُّ العَـارَ يا قَـلـَمُ ؟ |
لَمَّا وَقَفتُ على أطلالِ مَنْ رَحَلوا |
تَقَاسَــمَ الفَخْـرُ دَمـعَ العَيْنِ وَالنَّدَمُ |
رأيتُ قومًا بَنُوا لِلمَجْدِ وَارتَحَلوا |
وَخَلَّفوا مَنْ أضَاعوا ثَمَّ أو هَـدَموا |
هُـمُ الأسُودُ وَلَكِنْ خَلَّفَتْ قِطَطًا |
قُلُوبُهَا مِنَ صَرِيْرِ الفَأرِ تَنْهَــزِمُ |
مَاذَا جَرَى يَا (بَرَدُّوْنِيُّ) تَسْألُنِيْ ؟ |
يُبْكِيْ السُّؤالَ جَــوَابٌ مِلْؤهُ ألَــمُ |
إنْ كُنْتَ تسألُ عَبْدُاللهِ - كيف أنا ؟ |
صَحِيْفَةٌ في مَهَبِّ الرِّيْحِ تَضْطَرِمُ |
أوْ كُنْتَ تَسْألُ عَنْ صَنْعَاءَ وَا أسَفَا |
عَــرُوْسَةٌ عَشِقَاهَا الحُزْنُ وَالألَــمُ |
كَانَتْ تُنَاظِرُ شَّمْسَ الفَجْرِ فَانْفَجَرَتْ |
في مُقْلَتَيْهَا ، وَحَــلَّ الظُّلْمُ وَالظُّلَــمُ |
تَمَزَّقَ النُّـوْرُ في الأحْشَاءِ فَانْطَفَأتْ |
أنْوَارُ صَنْعَاءَ ، لَيْتَ القوم ما اعْتَصَموا |
ماذَا فَعَلْنَا ؟ قَتَلْنَا بَعْضَ تَرْضِيَةً |
لِدَوْلَةِ الكُفْرِ ، وَالإسْــلامَ نَتَّهِـمُ |
إنَّ السِّـلاحَ الذي ما انْفَكَ يَحْرُسنَا |
بِالأمْسِ أصْبَــحَ مِنَّا اليَـوْمَ يَنْتَقِـمُ |
ماذا تَرَى يا ( بَرَدُّونِيُّ ) هَلْ كَذَبَتْ |
ثَوْرَاتُنَا ، أمْ تَدَاعَتْ ضِـدّنَا الأُمَـمُ ؟ |
مَاذَا جَرَى؟ أيُّهَا النِّحْرِيْرُ ، تَسْألُنِيْ |
وَأنْتَ أصْدَقُ مَنْ ظَنُّوا وَمَنْ نَظَموا ! |
لَقَـدْ غَضِبْنَا وَثُرْنَا كَالرِّجَالِ عَلَى |
بَعْضٍ وَقَاتَلَتِ الأبْـوَاقُ ، فَالحِمَمُ |
وَقَدْ قَطَفْنَا قِطَافَ الكَرْمِ نَاضِجَةً |
أشْظَى العَنَاقِيْدِ مِنْ قَلْبِ السَّمَاءِ رُمُوْا |
مَنِ الذينَ رَمَوْا؟ ، مَازِلْتَ تَسْألُنِيْ ! |
مَا أسْقَطَ العُرْبُ أوْ ما خَطَّطَ العَجَمُ |
نَحْنُ الرِّجــالُ - إلى أن قالَ قائلُنَـا |
ارْحَلْ هُنَالِكَ لَمْ تَرْحَلْ سوى القِيَـمُ |
كيفَ الوِفَاق وَأبْـوَاق الشِّقَاقِ على |
الشَّاشَاتِ إنْ أحْسَنُوا في بَعْضِهِمْ شَتَموا |
أدْنَى مِنَ الجَاهِلِ المَعْتُوهِ مَنْزِلَةً |
مَنْ يَمْتَطِيْ العِلْمَ سَعْيًا نَحْوَ نَنْتَقِــمُ |
ما رَحَّلَ النَّاسُ رَبًّا بِالسِّلاحِ وَما |
أتَى بِكُفْرٍ بَــوَاحٍ ، ثُــمَّ مَا ندمــوا |
مَازِلْتَ تَعْتَبِرُ الأقْصَى قَضِيَّتنَا ! |
بِأيّ رَجْـعِـيَّــــةٍ إيَّاكَ نَتَّـهِــمُ ؟ |
مَاتَتْ بِرَجْعِيَّةِ المَاضِيْ لِتَدْفِنهَا |
حَضَــــــارَةٌ عَلَّمَتْنَا كَيْفَ نَنْهَزِمُ |
عُروبَةُ اليَـومِ أخْزَى في تَعَاطُفِهَا |
مَعَ اليَهُـودِ ، وَبِالتَّطْبِيْعِ تَنْسَجِـمُ |
فلا رَئيْسٌ ، وَلا وَالٍ ، ولا مَلِكٌ |
إلَّا وَأذْنَاب أصْحَابِ الكِتَابِ هُـمُ |
تَسَوَّلوا العِزَّ مِنْ غيرِ العَـزِيْزِ فَمَا |
عَزُّوا وَهَلْ عَزَّ قَـومٌ لِلْعِدَى خَدَمُ ؟ |
عُروبَةُ النَّصْرِ وَالفِئْرَانُ تَحْكُمُهَا |
ألعُوبَةُ العَصْرِ ، وَالألعابُ تَنْعَــدِمُ |
ما أشْبَهَ القَـوْم بِالشَّطْـرَنْجِ تَسْلِيَة |
للفُرْسِ وَالرُّوْمِ وَالجُمْهورُ يَزْدَحِمُ |
يَا بْنَ العُرُوْبَةِ درب العِـزِّ وحْدَتُنَا |
لا عِزّ إلَّا بِحَبْــلِ اللهِ ، فَاعْتَصِموا |
إذا تَدَاوَتْ جُرُوْحُ النَّاسِ وَالْتَأمَتْ |
جُرْحُ العروبةِ حَتْمًا سوفَ يَلْتَئــِمُ |
لَـــــــمْ يُنْزِل اللهُ دَاءً لا دَوَاءَ لَهُ |
حَتَّى الدَّمَامِلُ تُشْفَىَ حِيْنَ نَحْتَجِـمُ |