|
لنا عيدٌ بأشواقٍ تجلّى |
و بالإيمانِ للأحزانِ جلىّ |
يفيضُ بنورِهِ في كلّ صدرٍ |
مع الشكرانِ و التسليمِ كُلاّ |
بهِ الرّحماتُ قد فاضتْ فسادتْ |
صدورَ المؤمنينَ لكيْ تُظّلاّ |
ففي الإنعامِ شكرانٌ و حمدٌ |
و في التسليمِ ربٌّ ما تخلّى |
فيقضي اللهُ في الآزالِ أمراً |
يثيبُ بهِ الشكورَ و من تسلّى |
يجيءُ العيدُ فوّاحاً طهوراً |
بهِ تحيا الحقائقُ لنْ تضلّا |
ستسقطُ شرعةُ الطغيانِ حتما |
و تخفقُ رايةٌ الإسلامِ أعلى |
و يصحو فجرنا في الأفقِ شمسا |
تضيءُ العالمينَ بما تلألا |
لنا عيدٌ و إنْ نزفتْ جراحٌ |
و طالَ اللّيلُ بالأحداثِ ويلا |
و سادَ الظلمُ و انتحبتْ قلوبٌ |
و فاضَ الكيلُ عن حدٍّ فَشَلاّ |
لنا عيدٌ يبشّرُنا بنصرٍ |
و فجرٍ باسمٍ بالعزِّ طلاَّ |
لنا عيدٌ أيا قومي اسمعوني |
صدى التكبيرِ في الآفاقِ دلاّ |
فقد يعرونا ما يعرو الأواني |
ولكنْ أصلنا ذهبٌ تطلاّ |
و هل يزدادُ بعدَ النّارِ إلاّ |
صفاءاً و اعتداداً ثمَّ أصلا |
يقينٌ لا يخالجُهُ ارتيابٌ |
كذا الأقدارُ و الرّحمنُ أعلى |
فعشْ إن عشتَ دهراً باعتزازٍ |
نقيّ الرّوحِ و الإخلاصُ مولى |
ترومُ الحقَّ لا تبغي سواهُ |
و تمضي لا تبالي من تولّى |
و متْ إنْ كانَ منكَ الموتُ حقّاً |
عزيزاً لا يعيشُ الحرُّ ذلاَّ |
لنا عيدٌ يبشرنا و يعلي |
مع الأيّامِ عزماً لن يكلاّ |
و هذا الحقُّ للأخيارِ سمتٌ |
فلا تعدلْ عن الأخيارِ ميْلاَ |
تنبّؤك الجواهرُ و المباني |
و أمرُ الله مقدورٌ لِتُبلى |