في الصف : كان المعلم يسألنا ويسألنا ويكرر على ذهن البراءة في وعينا وهو يسألنا.. لعل بحار الهمة تتفتق عن سفن العبور إلى شاطىء من الغفلة ينقذنا..
ويسألنا ويسألنا .. وهو يسبقنا .. لئلا بالنسيان نبرر غفوة فطرتنا ..
كنا نخاف السؤال .. يرعبنا ..
كم صفق الصف لتلميذ قال : أنا هنا .. أنا .. أنا .. يستبق باب الجواب وعن عصا العقاب ينقذنا ..
كنا نخاف السؤال .. يحيرنا .. كأن السؤال وسوسة إبليس عن جنة الدهشة تخرجنا .. فلا متعة في التعليم تحيطنا .. ولا بستان إبداع زرناه منه القلب جنى .. كنا نخاف السؤال .. يسرقنا ..
حتى تبين – حين تضخمت الأسئلة – كم كان الخوف من ذواتنا يسرقنا وكم كانت مرارة السؤال على أبواب تبريرها.. تدمرنا !!
كنا نخاف السؤال .. يرعبنا ..
كنا – فقط – نحتاج من يسمعنا..
ولأحلامنا ينصت .. يوجهنا..
والآن ..
نفتح نوافذ الجدية من جديد .. نبدأ السؤال لمعلمنا .. نخنق الخوف، فنشعر أن المعلم كان يحبنا ومن فرط حبه ألغى حضورنا ..
ها هو اليوم .. يخبرنا : أن السؤال حلال وأنه مع الاوائل يطيب الشفاء من علة الخوف .. وأن السؤال مفتاح الوصول .. وشراع زوارقنا ..
فطب نفسًا اليوم – أيها الربان – يا معلمنا ..
نسألك وأنت تجيبنا ..
تكسر العصا التي طالما رُفِعَت .. تقزمنا
وشكرًا .. معلمي وأنت تعيد لنا ثقتنا بأنفسنا ..