"المحرقة"
شِعر/ أحمد عبدالله هاشم
تتلعثمُ الكلمات فوق دفاتري
والحرف يأتي كالعروس إذا بطرحتها تعود مطلَّقةْ
والحبر كالكحلِ المذاب بمقلةٍ مغرورقةْ
بسوادهِ.. يطفو فيطفئ إذ يسيل الضوءَ في وجهِ القمرْ
نهران من ظلمٍ وقهرٍ يجريان على الخدودِ
ويطعمان الوردَ أصناف الأسى
شبـَّاك سجنٍ خلـْـفهُ شمس من الأحزان كانت منذ ساعات بنورٍ مشرقةْ
هل يا ترى.. تتحرر الكلمات مِن "فوبْيا" الشررْ؟!!
مِن هولِ جرمِ المحرقةْ؟
الآن أشعرُ.. كيف أن الأبجدية ضيقةْ!
وأنا الذي.. شكلتُ بالحرفِ القوالبَ
والخيال طليتهُ من كل ألوان الفِكَرْ
كل الحروف تبوسُ كفي، والأناملَ،.. والأظافرَ.. كي أصيِّرها دُرَرْ
تلتمُّ بين أصابعي مثل العصافير التي فوق الشجرْ
والآن أبدو.. مثل طفلٍ محرجٍ عند التهجي لو حجبنا الرسمَ في درس القراءةِ والصورْ!
كل الحروف تخافُ هولَ المحرقةْ
الآن.. أذكرها الشظايا...
في الليلِ تأكلُ كلّ شيءٍ لم تذرْ منـّا بقايا...
الآن.. أسمع صوتَ طفلٍ صاح خوفاً
ثم نامَ مع الضحايا...
النار لم ترحمْ صغيراً.. أو عجوزاً..
أو مريضاً ذنبهُ أن كان عجز عَوَّقهْ
إن الفظاعةَ كلها كانت بيومِ المحرقةْ
وكفى هنا.
،،،وكفى هنا.. ولتعذروني إنني ما عدتُ أقـْدِر أن ألُمَّ بلوحتي عبق الورودِ ورِمة "البيادةِ"
فإرادة الشِعر التي تمشي على سطري
وليس إرادتي
يا سادتي..
ألله لا يرضى الفسوق مع الصيامْ
وتصيح بالألم الرعودُ إذ اْلتقت أضداد شحنات الغمامْ
وقصيدتي.. تأبى الحريق على الخيامْ
فلتعذروا..
شعري يموت إذا تكمَّم باللجامْ
فلتعذروا ..
لو مات شعري.. بعدهُ قولوا على الشعر السلامْ .