تـكوم الـموت حـزناً إذ رأى حلبا
وغص بالدمع قهراً والأسى شربا
وراح يـنشج كـالثكلى وقد ثقلت
أقـدامه وعـوى كـالذئب إن وثبا
تعال يا موت قالت وهي شاخصةٌ
نـحو السماء أنا لا أرهب الغضبا
أنـا.. أنـا حـلب الشهباء ترهبني
كـل الـخيانات لـم أقبل لها طلبا
عـصبت عـينيَّ يـوم الموت قائلةً
لا در دري إن فـارقـتكم هـربـا
وأقـبـلت تـتهادى فـي مـعيتها
مـجداً أضعناه يا ويح الذي شجبا
ألـقت بـنظرتها والـموت يحملها
فـند مـنها أنـينٌ لامـس السحبا
يا رب نادت وقد ضاق الفضاء بها
لا تـبق من عصبة الإجرام منتصبا
يـا رب طـوفان نـوحٍ إنهم فجروا
فـاحصهم عـدداً واقض الذي كتبا
شـرد بـهم يـا إلهي إنهم ظلموا
وسـامنا كـلبهم ما يحرق العصبا
وآزرتـه مـجوس الأرض تـدعمه
وكـل زنـديق ألـقى فوقنا شهبا