تلقاه في غزة» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»» نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» قراءة في رائعة د. سمير العمري ,..ياشآم» بقلم خليل حلاوجي » آخر مشاركة: أحمد فؤاد صوفي »»»»» لحن.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: محمد إسماعيل سلامه »»»»» *في عيد الأضحى المبارك*» بقلم أحمد فؤاد صوفي » آخر مشاركة: أحمد فؤاد صوفي »»»»» ** قصـة مريـم العـذراء **» بقلم أحمد فؤاد صوفي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» عجز اللّسان» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»» على هامش يا راحلين الى منى للبرعي/ شعر لطفي الياسيني» بقلم لطفي الياسيني » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»» * عندما عطس عنتور*» بقلم أحمد فؤاد صوفي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» نظرات فى مقال باربي الاوكرانية وحلم الدمى البشرية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»
تحية لذوقك ، و شكرا لرأيك ... يا أخ حمود ... الخيام كتب رباعيات ولم تطلبوا منه الزيادة ، و العربي كتب خماسيات تريدون إرغامه على الإضافة ... الحكم بمكيالين ؟
تحية أخي .. لا تأخذ المزاح مأخذ الجد ... شكرا للاقتراح ... وعندي سباعيات لابأس بها ..ولكن هنا النفس توقف عند الخمس .
ومضات عميقة راقية بمضمونها وحسّها وتأمّلات طابت بها النّفس والذّائقة
دام يراعك ينسج الرّوعة أخي
...............
بحثًا عن الفرح
-1-
نحن فِكْرًا وسْطَ فَوْضَى غُرَبَاءْ = ماحَـــمانا مَوْطـِنٌ أو رفَـقَاءْ
كلَّما صافَحًهُم مِنّا ضُــــــــــحًى = قابَلُوهُ بِنَــــــــقِــيضٍ وجَفَاءْ
هَذِهِ بُلْدَانُنَا من شَـــــــــــــوْكِهَا =قدْ جَنَى الأَبْنَاءُ جُرْحًا ودِمَاءْ
وغَدوا لاشَــــــيْءَ في أعْيُنِها = بعْدَ صَـــمْتٍ وقُنُوطٍ واخْـتِفاءْ
ورَمَتْ مَنْفَى إلَى أُخْــرَى بِهِم = وبِهِــم قَدْ ضاقَ بَحْرٌ و سماءْ
-2-
تأمَّلِ الكـــــــــــــوْنَ تفكيرا وإبْداعَا= وزِدْ مُحَبِّـيكَ تـــــــــــشْويقًا وإمتاعَا
فما أظُنُّ امْتهانَ الشِّــــعْر مَضْيعةً = للوقْتِ أو مَنْ به قد ضَـلَّ أو ضَـــاعَا
بل ذاك سِحْرٌسَقَى بالحُسـْـــنِ أفْئِدةً=وراحَ يُطْرِِبُ كالقِيــــــثارِ أسْــــــماعَا
ويُوقِِظُ الخيْرَ في أعْمـــــاقِنا شَجَرًا= وقــــدْ بَدَا الحبُّ موســــيقَى وإيقَاعَا
والفِكْرُ والشِّعْرُوَجْهَا يَقْـظَةٍ وَخُطًى = نَحْوَ الحَضَارةِ رَأْيٌ نَالَ إجْـــــــمَاعَا
-3-
حديثٌ عنِ المَوْتِ طُولَ الطريقْ = فلمْ يَبْقَ لِلْعَــيْشِ أَيُّ بَــرِيقْ
نُفَكِّرُ في ما سَيَأْتِي و نَنْسَــى = زَمَانًا هُنَا بِاهْــتِمَــــــــامٍ خَلِيقْ
فَكَمْ نَحْنُ دَوْمًا نُبَـــــــــــذِّرُ وَقْتًا = وَنَعْدِمُ عُـمْرُا بِجَــهْلٍ غَرِيقْ
فَبُعْدًا عنِ اليَأْسِ و المَوْتِ هَمًّا = وَعِيشُوا جَمَالًا بِفِكْرٍ طَلِــــيقْ
وَ كُونُوا كَمَا الزَّهْرِ يَحْضُنُ صُبْحًا=ويُعْطِي شَذًامُنْعِشًا وَرَحِــيقْ
العربي حاج صحراوي
........................
بحثاً عن الفرح..
ما أجمل هذا العزف الذي يتدلى من فوهة الجمال وهو في بحثٍ عن فرح
عنوان ينقلنا لفسحة خيال نحو فرح نحدق بين جدرانه لنتسلق سلالمه بأمان..
يبدأ شاعرنا الحكيم المبدع الذي ما يسكب في حوض الشعر الا عبراً وحكماً نتعلم من قاموسه حروف الدلالة على منابت الإبداع..
يبدأ قصيدته بكلمة.. بحثاً.. والبحث هي عملية مجهدة ومضنية لتحقيق الغاية المنشودة.. بحثاً عن الفرح.. وكأن الفرح يتناقص جسده وتتلاشى خيوطه من التأثيرات والمتغيرات التي طرأت بالمحيط المجاور له حتى أصبح ذا أهمية بالغة لدرحة البحث والتنقيب عن كنز له قيمته العظمى في الوجود... كيف لا !! وقد خفت نوره وأسدلت الستائر عليه يوم أن أضاعت الأرض أديمها الأخضر وزهورها العطرة في غياهب الجب حيث الظلام وانعدام النور..
يبدأ الشاعر الراقي خريدته بإحدى لوحاته الثلاثة التي تحمل كل واحدة وسام لحكمة تختلف الواحدة عن أختها..
اللوحة الأولى تقول:
1-
نحن فِكْرًا وسْطَ فَوْضَى غُرَبَاءْ = ماحَـــمانا مَوْطـِنٌ أو رفَـقَاءْ
كلَّما صافَحًهُم مِنّا ضُحًى = قابَلُوهُ بِنقِيضٍ وجَفَاءْ
هَذِهِ بُلْدَانُنَا من شَوْكِهَا =قدْ جَنَى الأَبْنَاءُ جُرْحًا ودِمَاءْ
وغَدوا لاشَيْءَ في أعْيُنِها = بعْدَ صَمْتٍ وقُنُوطٍ واخْـتِفاءْ
ورَمَتْ مَنْفَى إلَى أُخْرَى بِهِم = وبِهِــم قَدْ ضاقَ بَحْرٌ و سماءْ
هنا إسقاط واضح على قضية أمتنا التي تغرزها الأشواك من كل جانب..
يتحدث الشاعر هنا في سويعات هذه الكلمات القلائل .. في عدة اتجاهات .. قد استعمل الرمزية لايحاءات غرضية تجلد واقعنا الأليم.. وتصف انهزام وانكسار القوة العربية بصمتها الهرم وخنوعها المذل ..
ثم يتطرق في مبنى الفكر الذي أخذ ينهار وسط جهالة معرفة مبنى الأمة وأسسها ومقوماتها.. يقول الشاعر:
نحن فِكْرًا وسْطَ فَوْضَى غُرَبَاءْ = ماحَمانا مَوْطنٌ أو رفَقَاءْ
كلَّما صافَحًهُم مِنّا ضُحًى = قابَلُوهُ بِنَقِيضٍ وجَفَاءْ
الله الله ما أبلغ وأقوى عمقاً في هذين البيتين... هنا دلالة على فكر الشاعر ووعيه الفكري الناضج.. حول أزمة أمتنا العربية التي تحتضر وفي مرحلة مرضية لا تحسد عليه..
الفكر أصبح في أزمة بسبب عدم النضج وبسبب الاعتماد على الغير ..
نعيش من التسلق على فكر الآخر بسبب الغزو الفكري الذي استولى على مقدراتنا الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والادارية والقضائية.. فكيف لنا الصحوة ونحن بين براثن هذا الغزو البغيض..
والذي سببه جدب في الفقه السياسي والإداري والذي أفرز قيادات وإدارات متسلطة فردية لتحكم الأمة بمعيار .. القوة فوق الشريعة.. والفردية والتسلط بدل مبدأ الشورى.. وارتجال التصرفات بدل التخطيط المنظم وفق فلسفة المجتمع أو فلسفة الأمة بأكملها... والأمة تُعرف حسب قادتها وحسب مستوى فكرهم وقدراتهم البناءة .. فالأمة التي يتولى إدارتها فقهاء يفقهون قوانين بناء المجتمعات وانهيارها.. حتماً سيحسنون التطبيق لما يقودهم الى التقدم والنصر.. وهذا ينطبق على حكامنا وساستنا .. ما شاء الله عليهم .. حكماء بلغاء فقهاء ويخشون الله في حكمهم.. اللهم أرنا بهم يوماً من عذابك لمن كان منهم ظالماً..
كما يتطرق الشاعر الفذ المبدع هنا في هذين البيتين الكبيرين بالعمق..
كلَّما صافَحًهُم مِنّا ضُحًى = قابَلُوهُ بِنَقِيضٍ وجَفَاءْ
هنا عملية عدم الإحتواء من قبل ساستنا للأفراد ونبذ ثرواتهم ومقدراتهم وعدم تبني فكرهم .. كما ذكرت سابقا.. إدارات متسلطة فردية.. لا تقبل القسمة على أكثر من واحد.. تضرب بالشورى عرض الحائط..
سياسة معتمة تجلد بأمتنا المؤلمة تحت ضغط السيطرة ..
......
نتطرق الى اللوحة الثانية من هذه القصيدة الفاخرة.. حيث يقول الشاعر في حكمته وفكره النير الذي ينساب سحراً في وضع قلمه على مواطن الوجع.. ومساحة فكره التي يتدلى منها الوعي الكامل في مفهوم مقدرات هذه الأمة وسلسلة قوامها المتكامل.. يقول:
-2-
تأمَّلِ الكوْنَ تفكيرا وإبْداعَا= وزِدْ مُحَبِّـيكَ تشْويقًا وإمتاعَا
فما أظُنُّ امْتهانَ الشِّعْر مَضْيعةً = للوقْتِ أو مَنْ به قد ضلَّ أو ضَاعَا
بل ذاك سِحْرٌسَقَى بالحُسنِ أفْئِدةً=وراحَ يُطْرِِبُ كالقِيثارِ أسْماعَا
ويُوقِِظُ الخيْرَ في أعْماقِنا شَجَرًا= وقدْ بَدَا الحبُّ موسيقَى وإيقَاعَا
والفِكْرُ والشِّعْرُ وَجْهَا يَقْظَةٍ وَخُطًى = نَحْوَ الحَضَارةِ رَأْيٌ نَالَ إجْمَاعَا
...
هنا عملية الربط والتوجيه بين الفكر والتأمل في أسرار الكون وتكوينه الساحر وما بين همسات الشعر التي ينفثها الشاعر عبر مداده ليكون متنفساً له يجمع فيه كل ميادين الحياة بما يشمل وجهات النظر وبإشعاعات فكره المتقد..
يبدأ الشاعر قوله في هذه اللوحة بكلمة .. تأمل... هي معلية الحض على أهمية التأمل وما نجنيها من فضاءت الفكر وهالات نوره ودحر غبار الذهن لصفائه وجليه من تكديس العتمة فيه.. فالتأمل هي حديقة الشاعر التي يتنفس عبرها الجمال والصفاء والإلهام الشعري والفكري..
ويُوقِِظُ الخيْرَ في أعْماقِنا شَجَرًا= وقدْ بَدَا الحبُّ موسيقَى وإيقَاعَا
والفِكْرُ والشِّعْرُوَجْهَا يَقْظَةٍ وَخُطًى = نَحْوَ الحَضَارةِ رَأْيٌ نَالَ إجْمَاعَا
ما أجمل الصور والتشابيه هنا ودمج عملية الفكر والشعر لمرحلة يقظة للتحرك في إحياء جذور هذه الأمة.. لا ريب أن الفكر حين يمتزج مع سنابل الشعر لابد له من حراك وتغيير لمناحي الحياة المختلفة وما يساهم في عملية بناء هذا المجتمع ولو كان بشكل بطيء.. فالكلمة والقلم والفكر حين يمتزجوا تحت لواء الوعي فلابد ان يتم حصد سنابل الخير والتغيير في جذور هذه الأمة... وهنا أجد رسالة الشاعر قد فاقت الحدود واتسعت الأفق بما يحمل سيف قلمه الكلمة الصادقة والرأي السديد الذي ما ينطق الا حكماً ونوراً... هكذا هي الأقلام المضيئة التي تنير الدروب بضوء حرفها نحو السمو والعلو وإتمام رسالة المخلصين أمثاله...
ما أبهى الصور الشعرية هنا والتشابيه الساحرة..
سحر كالقيثار أسماعا... الخير يوقظ شجرا في الاعماق..الحب موسيقى وايقاعا..الفكر والشعر يقظة وخطى..
تعابير غاية في الجمال ودقة في التصوير يدل على براعة الشاعر في النسج والنظم.. عذوبة وذوق أدبي رفيع.. برونق ساحر.. كما كان للخيال توظيف في سبحات الفكر والتأمل لحصد أنهار من جمال..
....
أما عن اللوحة الثالثة الصامتة التي يحمل فأسها الموت ويشرع الفكر في التأمل والتخيل في مدار الحياة الدنيا
حيث يقول ببراعة فنان محترف يجيد الرقص على أوتار الحروف ويمسك بجيد اللغة ويطوعها وفق مداده الراقي:
-3-
حديثٌ عنِ المَوْتِ طُولَ الطريقْ = فلمْ يَبْقَ لِلْعَيْشِ أَيُّ بَرِيقْ
نُفَكِّرُ في ما سَيَأْتِي و نَنْسَى = زَمَانًا هُنَا بِاهْتِمَامٍ خَلِيقْ
فَكَمْ نَحْنُ دَوْمًا نُبَذِّرُ وَقْتًا = وَنَعْدِمُ عُمْرُا بِجَهْلٍ غَرِيقْ
فَبُعْدًا عنِ اليَأْسِ و المَوْتِ هَمًّا = وَعِيشُوا جَمَالًا بِفِكْرٍ طَلِيقْ
وَ كُونُوا كَمَا الزَّهْرِ يَحْضُنُ صُبْحًا=ويُعْطِي شَذًا مُنْعِشًا وَرَحِيقْ
هنا يفج الشاعر القلب والفكر في محاسبة الذات والتوقف على أطلال هذه الدنيا الفانية
فَكَمْ نَحْنُ دَوْمًا نُبَذِّرُ وَقْتًا = وَنَعْدِمُ عُمْرُا بِجَهْلٍ غَرِيقْ
حكمة أبدعها الشاعر
لإدارة الوقت في حياتنا سر نجاحنا وسر تفوقنا في حصد ثمار طيبة الغرس.. للوقت أهمية في الوصول لنجاحات عديدة.. لنحاسب انفسنا فيما ضيعنا من عمرنا.. ونترك الجهل ومواطنه .. فبالعلم نرقى ونحيا ونحصد..
وَ كُونُوا كَمَا الزَّهْرِ يَحْضُنُ صُبْحًا=ويُعْطِي شَذًا مُنْعِشًا وَرَحِيقْ
لنكن كما أرادنا الشاعر ان نكون.. أزهاراً منداه بالحياة
لا تعطي ولا تشتم الا رحيق العمل والنية والقول لنحصد عبيراً يكون لنا فيه أثراً مدى الحياة..
شاعرنا الكبير وصاحب الحرف البهي
أ. العربي حاج صحراوي
كم أمتعتنا بلوحاتك الساحرة هذه.. وكم رسمت لنا من معالم جمالية رائعة في مناحي الحياة.. فكنتم خير من أرشد .. وخير من وجّه.. وخير من كتب..
لوحات غنية دسمة جدا شملت تصويرات بديعة بعين ثاقبة من عمق الحياة وما يجري على أديم هذه الأمة من أحداث....
مشاعر صادقة انبعثت من فوهة قلمكم الراقي لتكون منارة في طريقنا المجروح المؤلم ..
لقد وقفتم موقف المصور المجسد لأبعاد هذه الأمة بتصوير فني رائع متقن .. بحس عالي حركتها الألفاظ والتراكيب بموسيقى رائعة راقية تلقاها المتلقي بعذوبة الصور والمعاني والتشابيه وعمقها الكبير..
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
وزادكم من الخير والعلم والنور ما يكون ذخراً لكم
جزاكم الله كل الخير
جهاد بدران
فلسطينية