فِي عَيْنَيْهَا
غَرِقَتْ أشْبَاحُ حَضارَتِنَا
عَنْ كَاهِلِهَا
نَفَضَتْ ما جادَ بِهِ الماضي
مِنْ أحزانٍ
في كَفَّيْها
يُنبوعٌ تَحْفِرُ مَجراهُ
شَلاّلاتُ الزَمَنِ القاسي
جَلَسَتْ تَهْذِي
وَمِياهُ النّهْرِ تُسامِرُها
عَنْ خِلٍّ كانَ لَها المأوى
في عَهدٍ لَمْ يَعْرِفْ يَوْمًا
لُغَةَ الأحقادِ وَبَلواها
هَمَسَتْ للنَّهرِ بأغنِيَةٍ
" عالروزانا عالروزانا
كلّ الهَنا بيها
وِش عِملِتْ الرّوزانا
الله يِجازيها
يا رايِحين عَحَلَبْ
حُبّي مَعاكُم رَاح
يا مْحَمِّلين العِنَب
تِحْتِ العِنَبْ تُفّاحْ
كُلْ مين حَبيبُه مَعو
وأنا حبيبي راحْ"
كَلِمَاتُ الأُغْنِيَةِ اشْتَعَلَتْ
في ثَغْرِ وُرودِ مُحَيَّاها
ومياهُ النّهرِ غَدَتْ تَشْدُو
رَقَصَت أعشابٌ حَفَّتها
هتَفَتْ هتَفَتْ
رَقَصَتْ رَقَصَتْ
فَرَّ الألَمُ
عادَتْ لِمُحَيّاها النّضْرَةْ
ثُمَّ استَلْقَتْ
في حِضْنِ أديمٍ يَعْشَقُها
وَغُروبُ الشّمسِ يُداعِبُها
لَفَظَتْ ما أثْقَلَ جُعْبَتَها
مِنْ روحٍ أرَّقَها الأَمَدُ
وَمَضَت تَعدو