شــدّ من قوسـِه ليرميَ غيمـةْ
ناشبٌ عافتِ الكنانــةُ سهمــَهْ
قالَ منـها سأستقي .. وتهـادى
قبلَ أن تزجرَ الغمامةُ وهمـَـهْ
كــَـــلَّ عن وصف ذاتهِ .. حـارَ فيها
فغدا نحو المــاءِ يشهـدُ رسمـَـهْ
في غديـرٍ أودى به الريــحُ حتـــى
صار عـنْ نفســهِ يـُسـائـلُ قـومــهْ
يوم قالت : في اليــمّ ألــقِ بــه ..ما
حسبتْ أن المــاء خـاصــمَ يمـّـــــــهْ
شـاعرٌ ..مـدّ للحيــاة أيــادٍ
فإذا بالقصيدِ يشهــرُ يـُــتـمــَهْ
مطرقٌ ..يفرشُ الأكــفَّ لِـخَــدٍّ
جفنـهُ مُـثقـلٌ تسـوّل نومـَـــه
حين قالوا : قــــُصّـوه ! شوهد ملقىً
فوق ديوانٍ ... قدْ توسّد همّــــــــــهْ
صـاحِ ! هل عيشة القريض شقاءٌ ؟
قـال : هل كنتَ قبلـهُ في نعمــة؟!
"ليت شعري" كمْ ردّدتها قوافٍ
قيلَ فاحذرْ ! تلكَ الأمانـيَ تُهمـةْ
يغزلُ البِشـرَ شعـــــرُهُ ضَـحِكـاتٍ
وانهمارُ الدمـوعِ ينقـضُ نظمــه!
كم تغنّى .. يا سعدها ملءَ فــيـهِ
وتولــّـى ! لـمْ يقترفْ من بسمة
وعبيـــرُ الأقـاح بين قصيــدٍ
فاحَ عـَـــرْفــــاً لكـنـّـه ما اشْتمـّـه
يستقي من لاميـّة الشنفرى، أو
يرتوي عذب الباء من ذي الرمـّــة
وأمانٍ حبلـى به.. لــمَ قـالــتْ
:قـد خــلا من ملامحــي ؟..لســتُ أُمــّــــــــهْ!
هام في وادٍ سحقـهُ يترامـى
مـُذْ هـوى ..لم يـفتـأْ يغازل قمـّـة!
قيل: والكون.. كيف شـعّ بريـــقاً..؟
قال بل ذاك النجم .. راود نجمة!
أنتَ ! يا من كسا الظلام ضياءً
ورمى الشمس في غياهب ظلمة
أيّ شطْـــــحٍ يسوقهُ لك وهــــمٌ
قال شيطاني!.. ثم أنكــر علمــَــهْ
شاقكم شعري ؟ فاحْـطمــوهُ فإنــــي
جاعــلٌ بينكــمْ و بـيـنـِـــيَ ردْمــــَــهْ
فاحتفائي بالشعر ضـمّ اكتفائي
كعنـاقي بعائدٍ لأضـُمــّــــه
أناْ من ناصب السفيهَ قريضاً
أُمـطــِــــرُ الشهدَ حين ينفثُ سُمــّــه
ما اجـتراحُ القريـضِ إلا تـسَرٍّ
قطــــرةٌ فــي الفـؤادِ تطفئُ غمّـــهْ
لكِ مني أيا حياة رثـائي!
فاحفظيها ! لي من أديمكِ قسمة
ثقُــلَ البحــرُ ..مــنْ يُطيــــقُ خضمّــه!