أسأل الله أن يهديني و يهديك لتعظيم كتاب الله تبارك وتعالى.أخي الفاضل عبده فايز الزبيدي
خلط العكبري بين القراءات المتواترة والشاذة ، والأقبح من ذلك أنه ضعف قول الله تعالى ( نولهْ) بالسكون وهذا دليل جهله بمفهوم القراءات المتواترة.
سبحان الله ، تُجهل العكبري ! ، لو قرأتَ المقدمة التي قدمها بين يدي كتابه لعرفت أنك قلت بغير علم ، فقد قال أبو البقاء :
( فأول مبدوء به من ذلك تلقف ألفاظه من حفاظه ، ثم تلق معانيه ، ..... ، و النظر في وجوه القراءات المنقولة من الأئمة الأثبات )
هل يصدر هذا الكلام عن جاهل بمفهوم القراءات المتواترة ، يا د.ضياء؟
لو طالعته و لا أخالك طالعته لأنك لو طالعته لما سألت عن سبب إشباع و قصر و والوقف على هاء الكناية في آية النساء ؟
يا د.ضياء الدين ، تجهيلك للعكبري في مسألة معرفته بعلم القراءات باطل بطلا شديدا و يا ليتك تحريت قبل أن تتهم الرجل ، هذا العكبري يقول في مقدمته لكتابه ( إعراب القراءات الشواذ ) :
( .... أمّا بعد : فقد التمس مني أن أُملي كتاباً يشتمل على تعليل القراءات الشاذة الخارجة عن قراءة العشر ة المشهورين ....)
فلهذا الإمام كتابان في توجيه القراءات ، و أنت تتهمه بالجهل.
ثم ما معنى قول العكبري : ( و ذلك أنه أجرى الوصل مجرى الوقف ؛ وهو ضعيف ، و حقُّ هاء الضمير الحركة ، و إنَّما تسكن هاء السكت .)؟
لقد ارتكب خطأ سيبويه وابن جني عندما اعتبرا قراءة (بارئْكم) بسكون الهمزة لحناً ورد عليهما الكسائي بصحتها لأنه من القراء ويفهم معنى القراءة المتواترة.
لا بأس أن يختلف العلماء ، لكن أين المصدر الذي أخذت عنه هذا الكلام ، زودني بكتاب سيبوية و بكتاب ابن جني حيث أجد كلامهما _ هناك_ مع رقم الصفحات ، بوركت.
ثم إننا لسنا بحاجة لتبرير جواز مد هاء الصلة أو كسرها أو سكونها بل هي قول رب العالمين ولها كلها في القلب القدسية ذاتها لافرق في ذلك.
كلام عجيب ، فلا يوجد كتاب يهتم بدراسة إعراب القرآن و بيان معانيه و يقارن بين القراءات الصحيحة إلا وهو في حاجة لمثل هذا الكلام ، ولولا كلام العلماء في بيان مشكل القرآن لضيعنا أدعياء العلم ، كل طالب علم بحاجة لمعرفة سبب اختلاف نطق العرب للحرف الواحد بَله الكلمة و الآية .
ويبقى السؤال دون إجابة ربما لسوء توصيله. وسأعيده:
القراءات المتواترة كلها قرآن يتلى في العبادات والصلاة ، وليس في تنوع القراءات عبث حاشا لله بل في كل قراءة حكمة يريدها الله تعالى وقد أمرنا بتدبرها ( ليدبروا آياته) وهنا لدينا ثلاث قراءات متواترة ( نولهي) (نولهْ) ( نولهِ) ، فما الحكمة من كل قراءة ؟.
ليس في هذه القراءات أي تباين فاللفظ واحد ،و الإشباع وعدمه لا يغير في معنى الكلام ، والعرب نطقت بهذه الهاء مضمومة و مكسورة ، أحيانا مشبعة و أحيان مقصورة حركتها ، و لا يتصور وجود اختلاف هنا إلا من لم يطلع على كلام أهل العلم في هذه المسألة و من بيت البحث عن النغم في القرآن و قطع كلام الله سببا و وتدا كتقطيع الشعر ، مثلك .
لم نجد منكم إلا تجويزها عن طريق العكبري (وقد ضعف إحداها) ،
يا د.ضياء، الله _ يهديني و يهديك _لو كان العكبري وحده لكان عندي حجة ، ولكنك تقول بلا دليل ، فهل تحبُ أن أذكر لك من كتب القراءات المشهورة ما يؤيد كلام العكبري ؟
ونحن نريد تحري الحكمة والمعنى في كل منها فأين الحكمة . فإن قال قائل كلها بمعنى واحد وهي مجرد اختلاف حركات وأصوات ، فهذا يعني فيها زيادة قراءات بلا فائدة ( اي عبث) حاشا لله ،
قلت لك من أول المشوار إن وجهتك على كتاب الله غير مستقيمة فمن قال سأبحث في كتاب الله عن وزن يشابه الوزن الكوني بأسبابه و أوتاده هو باحث عن تراكيب عروضية و أشطر شعرية ، ولهذا فهو ينتقي ما يوافق هواه و إن تبين له الحق مخالفا لهواه حاد عنه و تعلل العلل.
يا د.ضياء ، ليس الأمر مجرد اختلاف أصوات و حركات بل هكذا نطقت بها العرب قبل القرآن و بعده و قد أقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم و هناك الأحاديث الصحاح في هذا الشأن ، و عليه إجماع الصحابة وهم أعلم الناس بمراد الله في كتابه بعد النبي صلى الله عليه و سلم .
بل نحن نعتقد أن في كل قراءة بلاغة يريدها الشارع وعلينا تحري هذه البلاغة لنزداد علماً وتعظيماً لقرآننا الكريم.
فأين إجابة علمائنا عن هذا السؤال الذي أرجو أن يكون قد اتضح ؟
الاعتقاد بدون دليل ضلال و تضليل ، وهو مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام.
ولم يترك أهل العلم شاردة و لا واردة إلا و أشبعوها بحثا و تصنيفا خاصة فيما يتعلق بكتاب الله تبارك و تعالى
و قد وجدت من كلامك في تأويل أية النساء في ما مشاركة سابقة تخرصات لا تثبت ، لكم فيها سلف رد كلامه العلماء .
وجزاك الله خيراً على المتابعة.