|
اعَذتُكَ يا حَبيبُ من الفِراق |
ومن دَمعٍ تَجِفُّ به المأقي |
فتَأخُذُه بأطرافِ الثِّيابِ |
وتَنضَحُهُ باطرافِ الحِداق |
وتَقحَطُهُ العُيونُ على اغتِرارٍ |
وتَجحَدُه القُلوبُ على نِفاق |
بَغيضٌ هَجرُ حَبَّاتِ القُلوبِ |
مَريرٌ في القَوامِ وفي المَذاق |
كأنَّ البَينَ ما بَيني وبَيني |
غُرابُ البينِ يَنعَقُ بالفراقِ |
فإن راقَ الحَديثُ على فراقٍ |
فَدَمعٌ في فُراقِكِ غَيرُ رَاقِ |
ويُعذَرُ من يُحِبُّ فَقالَ شِعراً |
إذا خَلَط الجِناسَ مع الطِّباق |
وأمرُ الحُبِّ في عِلمي جَميلٌ |
يُجَمِّلُهُ التَّلَذُّذُ بالعِناق |
يَطيبُ الوَصلُ للأحباب ِ لَيلاً |
إذا ما كانَ من بَعدِ اشتِياق |
وطالَ الصَّمتُ بالعُشَّاقِ حتّى |
تَكَلَّمَتِ الحِداقُ معَ الحِداقِ |
يَصِيرُ الضِّدُّ بينهما نَظيراً |
كَريقِ اللَّثمِ في ريقِ البُصَاقِ |
وقَد يَحلو القَريبُ على بِِعادٍ |
وقد يَجلو الخَفيُّ على افتِراق |
وحُبّي فيكِ يا (هذي) نِطاقٌ |
عَقَدتُّ خُيوطَه وَسطَ النِّطاقِ |
فَصارَ كَعُروَةٍ وُثقَى وَثيقاً |
فَشُدِّي يا حَبيبَةُ من وِثاقِي |
فكم رَشَفَت شِفاهُ الحِسِّ شَهداً |
بِكأسِ الحُبِّ مُترَعَةٍ دَهاقِ |
نُخاتِلُ أهلَكِ الرُّقَباءَ عنهُ |
نُسارِرُهُ لِواذاً بِاستِراقِ |
تَعاهَدناهُ من آياتِ رَبّي |
حَلالاً بالشُّهودِ وبالصَّداقِ |
زُلالاً خالِصاً من كُلِّ سوءٍ |
فَلا يَربُو على دَخَنِ النِّفاقِ |
فإني والذي أغنى واقنى |
نَقِيُّ العِرقِ كالخَيلِ العِتاقِ |
إذا أحبَبتُ ما شَقّوا غُباري |
ولا تَقوى الفُحولُ على لحاقِي |
إذا رَكِبوا إلى الحُبِّ المَطايا |
أو ارتَحَلوا على النُّوقِ المَناقِي |
رَكِبتُ إليهِ لو أسعى إليهِ |
على طََيفٍ من البَرقِ البُراقِ |
وأختَرقُ السَّباسِبَ والفَيافي |
إلى السَّبعِ الشَّدائِدِ والطِّباقِ |
ولائِمَتي بهذا البَينِ نَفسي |
سَقاها الهَجرُ في عَمَّانَ سَاقِ |
تُحَشرِجُ بالكَآبَةِ فِيَّ رُوحِي |
إلى وَصلِ الحَناجِرِ بالتَّراقِ |
عَصيٌّ داءُ من يَجفو حَبيباً |
وهل للحُبِّ عند الطِّبِّّ رَاق |
أتاني الشُّؤمُ في عَمَّانَ يَحبو |
إلى غُرَفِ الفَنادِقِ والطِّباقِ |
فهذا الحالُ لَيسَ على مِزاجي |
وها البُعدُ ليسَ على مَراقِي |
فأخلو شَارِداً في كُلِّ حَيِّ |
وَحِيداً في الشَّوارِعِ والزِّقاقِ |
وَيَضجُرُ من مُخالَفَتي صِحابي |
ويَعجَبُ من ِ مُشاكَلَتي رِفاقي |
وما عَتَبي على أحَدٍ و لكن |
سَعَت قَدَمي إلى هذا وسَاقي |
إذا اعتَلَّ الحَبيبُ بأرضِ شامٍ |
شَكوتُ الدَّاءَ في أرضِ العِراق |
سَيُنشِدُكِ الفُؤادُ على فَراغٍ |
بِأنغامٍ ٍ من الذِّكرى رِقاقِ |
يُرَدِّدُها بِألطافٍ حِسانٍ |
وَ يَعزِفُها بِأطيافٍ دقاقِ |
وتَحسُدُكِ النِّساءُ على نَعيبي |
ويَحسُدُني الغُرابُ على نُعاقِي |
نَصيبي منكِ في الذِّكرى خَيالٌ |
نَصيبُ البيتِ من ظِلِّ الرُّواق |
مَحاسِنُ زانَ حامِلُها فَزانَت |
على الخُلُقِ العَظِيمِ على الخَلاقِ |
حَلَفت بأن أوثِّقَ عَهدَ حُبِّي |
إذا حَلَفَ (الخَليلي) بالطَّلاق |
كِلانا ذاهِبٌ في غَيرِ عَودٍ |
وهَل حَيٌّ من الأحياءِ باقِ |
كَذا اللِّذّاتُ في الدُّنيا صِداحٌ |
تُؤَذِّنُ بيننا أن لا تَلاقِي |