|
بزغتَ كالفجرِ من رَحْمِ الدجى يمناً |
موحدَ الفكرِ والأعضاءِ والدارِ |
فعانقتكَ نجومُ الليلِ وانطلقتْ |
تزفُّ بُشراكَ إيذاناً بإسفارِ |
لمَّا وقفتَ وأنتَ الطودُ هامتُهُ |
تُطاولُ النَّجمَ في عِزٍ وإكبارِ |
طافتْ بكَ الشمسُ تستجدي أشعتَها |
مِنْ نورِ وجهكَ ، فازدانتْ بأنوارِ |
محوتَ مِنْ هامةِ التاريخِ ما كتبتْ |
عنكَ السنونُ مِنَ التشطيرِ والعارِ |
نعمْ ، أعدتَ إلى التاريخِ صفحتهُ الـ |
ـبيضاءَ في زمنٍ كهلٍ بأقطارِ |
سطرتَ يا يمنَ الإيمانِ مفخرةً |
في العالمينَ ، ولمْ تأبهْ بأخطارِ |
أعدتَ بالوحدةِ الغرا لأُمَّتِنَا |
روحَ الشبابِ ، حكيماً غيرَ جبَّارِ |
أحييتَ نبضَ الإخا والحُبِّ في دمها |
فقُيِّدَ الذئبُ واستعصتْ على الشاري |
فداكَ روحيَ دُمْ بالعزِّ يا وطني |
مهما أصابكَ من غمٍّ وأكدارِ |
تُرى أصابتكَ عينٌ فابتُلِيتَ بها |
مِنْ طامعِ الغربِ أمْ مِنْ حاقدِ النَّارِ |
طاشتْ سهاماً أتتْ بالحقدِ ناشرةً |
فيروسَ شرٍّ تنامى بينَ أقذارِ |
فما تغلغلَ في عضوٍ ولا جهةٍ |
إلا تفشَّى فساداً مثلَ إعصارِ |
سلمتَ يا وطني من كلِّ نائبةٍ |
فاحذرْ مكائدَ أطماعٍ وأشرارِ |
فانظرْ مكائدَهم مدَّتْ مخالبَها |
بانتْ فساداً تردَّى ثوبَ أنصارِ |
هناكَ فتنتُهم قادتْ حبائلُها |
تمرُّداً ظالماً في ثوبِ أطهارِ |
وتلكَ أصداؤهم دوَّتْ بأحزمةِ ال |
إرهابِ مُندسَّةً في ثوبِ أخيارِ |
وتلكَ أذنابُهم عرَّتْ خيانتَها |
أعلامُ تشطيرهمْ في كفِّ سمسارِ |
يراهنونَ على تمزيقِ وحدتِنا |
هيهاتَ يخدعُنا تضليلُ غدَّارِ |
مهما ارتدى الشرُّ من ثوبٍ ليستَرهُ |
بانتْ فضائحُهُ من تحتِ أستارِ |
ما يبتغي العابثونَ الغُلفُ يا وطني |
عاثتْ معاولُهم هدماً لأسوارِ |
أغرَّهمْ حِلمُكَ المعهودُ فاندفعوا |
حتى تمادوا لهدمِ الصرحِ كالفارِ |
أمْ غرهمْ صمتُ هذا الشعبِ .. فاعتقدوا |
نومَ الأسودِ على ضيمٍ بأوكارِ |
أوْ غرَّهمْ صبرُكَ الموقوتُ .. فاعتقدوا |
بأنَّ للشعبِ سيفاً غيرَ بتَّارِ |
عاثوا فساداً وعينُ الشعبِ ترقبُهمْ |
كمْ أوقعوا بينَ أبطالٍ وأحرارِ |
ولستُ متهماً أبطالَ وحدتِنا |
حاشا الموحدُ أن يرضى بأوزارِ |
حاشا لأبنائكَ الأبرارِ يا وطني |
أنْ يغمطوا فضلَ أبطالٍ وأقمارِ |
مهما تباينتِ الآراءُ واختلفتْ |
فذاكَ إثراءُ لا هدماً لإعمارِ |
فليسَ يهدمُ صرحَ الودِّ من سفهٍ |
إلا وشاياتُ طبَّالٍ وزمَّارِ |
ياقادةَ الشعبِ .. حكاماً .. معارضةً |
صوتُ الفسادِ طغى في كلِّ مضمارِ |
مالي أرى صوتَهم يعلو ومنبرَكمْ |
تمترستْ خلفَهُ أبواقُ فُجَّارِ |
لم يرقبوا فيكمو إلاً كأنهمو |
في قطعِ أرحامكمْ أسنانُ منشارِ |
إلى متى يستخِفُّ العابثونَ بنا |
كأنَّهمْ ورقٌ في كفِّ سحَّارِ |
مُدُّوا عصا الحقِّ تلقفْ كلَّما صنعوا |
فالحقُ مِجهرُكمْ في كشفِ أسرارِ |
تالله ضقنا بهمْ ذرعاً وليسَ لنا |
صبرٌ على كلِّ مأجورٍ وختَّارِ |
فاحثوا الترابَ بوجهِ المادحينَ لكم |
وألقموا شِدقَ نمَّامٍ بأحجارِ |
واستلهموا روحَ قولِ اللهِ (واعتصموا) |
حُبَّاً وعدلاً بإخلاصٍ وإيثارِ |
وفعِّلوا سلطةَ القانونِ والتزموا |
نهجَ الحوارِ ، وكونوا خيرَ عُمَّارِ |
فجددوا العهدَ .. حكاماً .. معارضةً |
أنْ تحفظوا شعبَكمْ من أيِّ أضرارِ |
وأنْ تكونوا يداً ضدَّ الفسادِ وأنْ |
تحموا السفينةَ من طغيانِ تيَّارِ |
مادامَ والأمرُ شورى بينكمْ هدفاً |
لنهضةِ الشعبِ ؛ أنتمْ خيرُ أبرارِ |
فسِرْ بنا يا حكيمَ الشعبِ منطلقاً |
إلى النَّماءِ ؛ تجدنا خيرَ أنصارِ |
إنَّا نذرنا لغرسِ الحُبِّ أنفسَنا |
نهجاً ، ممارسةً .. نمضي بإصرارِ |
عهداً علينا بأنْ نحميكَ يا وطني |
ولا نلوذُ بصمتٍ أو بإدبارِ |
ما ماتَ أبناؤكَ الأحرارُ أو جبنوا |
فثقْ بنا .. إنَّنا أحفادُ ثوَّارِ |
فسوف نجتثُّ شرَّ الفاسدينَ ولنْ |
يحظَى العدوُّ بتحقيقٍ لأوطارِ |
وهلْ تنالُ عيونُ الطامعينَ إذا |
رامتْ أذى ألشمسِ إلا فَقْدَ أبصارِ |
فاهنأ بعرسِكَ يا محبوبُ منتصراً |
وعشْ قويَّاً منيعاً طولَ أدهارِ |
إنِّي أُحِبُّكَ حُبَّ الخلدِ يا وطني |
هواكَ نبضي وجنَّاتي وأزهاري |
أهديكَ قلبي وساماً كي تقرَّ بِهِ |
عيناً ، وأهديكَ تغريدي وأشعاري |