بُـــلِــيتُ
بحر الوافر
سألت القلب ما سأل الإرادة
أيبقى النبضُ مسلوباً بغادة
ويُنهلني معين العقلِ شوقاً
ويبقى الفكرُ راوٍ للإفادة
أعير الليل صمتي واشتياقي
وأرشف قهوتي بالشهد: ساده
سأعبر جرح من عبروا شفاهي
بحرفٍ كامل يروي السعادة
اناجي طيفها والوجدُ بادٍ
وأنكر دمعة تروي الوسادة
شجوني تسترق السحر سحراً
من الانفاس شعراً للسيادة
بها تصفو الحياة ولا سواها
ترق ليبلغ في الربى قلبي مراده
قوام كالغزال روى دلالاً
وقدٌ ماس تغويه الإشادة
لها في مهجتي حرفان إني
محبٌ والمحبةُ كالعبادة
فلا تعجب لوصفي ليت أني
حملت الوصف ما حملت سعادة
كنور الشمس تنظرني وتبدي
ضحىً يزدان في عطر الشهادة
فويـــــــل للعيون إذا تمــــادت
فإن الجيـــش فيها والقيــــــادة
رمتني بالسهام وقد أغارت
بحرب لا تراودها هوادة
فأكثر ما أغازلها: بشــعر
رقيقٍ يمتطي مطر الإشادة
ومالي في العتاب إذا دعتني
رباب الحسن أعشقها زيادة
نسيت شقائي المبثوث فيها
وأنساني شغافي ما الإرادة
سأنكر أنني لمت الأماني
ولكن: من له نُكر الشهادة
كتبتُ لأجلها أحلى القوافي
كما أخلصت في عشق السيادة
سأكتب واقعي يا أنـــتِ إني
بلا نصف أراودها اقتياده
****
سعد ناصرالدين