|
قُلْ مَا تَشَاءُ فَلَسْتُ بِالـمُتَشَدِّدِ |
وَدَعِ الـهَوَى فَالسَّيْفُ لَيْسَ بِمُغْمَدِ |
لَمْلِمْ بَقَايَا الصَّمْتِ إِنَّ لأَحْرُفِي |
رِيْحاً مُجَلْجِلَةً تَرُوْحُ وَتَغْتَدِي |
وَافْتَحْ مَغَالِيْقَ الـحِوَارِ فَبُلْبُلِي |
سَامِي الرُّؤَى غَرِدٌ أَصِيْلُ الـمَوْرِدِ |
وَتَأَمَّلِ الكَوْنَ الفَسِيْحَ أَمَا تَرَى |
لَبِسَ الـمُسَالِمُ فِيْهِ ثَوْبَ الـمُعْتَدِي؟ |
وَاسْبُرْ فَيَافِي الفِكْرِ كَيْفَ تَزَيَّنَتْ |
لِلجَانِحِ الظَّامِي بِوَجْهٍ أَجْرَدِ؟ |
أَرَوَى سَرَابٌ ظَامِئاً مِنْ قَبْلِنَا؟ |
أَخْشَى عَلَيْكَ مِنَ الـهَوَى الـمُتَمَرِّدِ |
تَاللهِ مَا التَّجْدِيْدُ حُمَّى إِنَّمَا |
مَوْتٌ يَسِيْرُ إِلَيْهِ كُلُّ مُجَدِّدِ |
مَا لَمْ يَكُنْ فِي الفِكْرِ يَصْدُرُ وَاثِقاً |
عَنْ آيِ خَالِقِهِ وَهَدْيِ مُحَمَّدِ |
فَاحْذَرْ فَدَيْتُكَ مَا الضَّلالَةُ كَالـهُدَى |
كَلاَّ وَلا الرَّيْحَانُ مِثْلُ الغَرْقَدِ |
الشِّعْرُ قَبْلَ الوَزْنِ فَيْضُ مَشَاعِرٍ |
إِنْ لَمْ يَكُنْ فَمَصِيْرُهُ لِلمَوْقِدِ |
وَالفَنُّ وَيْحَ الفَنِّ نَرْكُضُ خَلْفَهُ |
رَكْضَ الذَّبِيْحِ وَضَاعَ فِيْنَا الـمُهْتَدِي |
مَاذَا جَنَيْنَا وَالـخُطَى يَبْتَزُّهَا |
تِيْهٌ وَدَرْبُ الفَنِّ غَيْرُ مُعَبَّدِ؟ |
يَا لَيْتَنِي حَسَّانُ حَازَ بِشِعْرِهِ |
مَا لَمْ يَحُزْ شُعَرَاءُ عَالَمِنَا الرَّدِي |
أَفَهِمْتَ مَا أَرْمِي إِلَيْهِ؟ فَمَا أَنَا |
فَظُّ الفُؤَادِ وَلَسْتُ بِالـمُتَشَدِّدِ |
غَنَّيْتُ لَمْ تَرْكَعْ حُرُوْفِي لِلهَوَى |
ذُلاًّ وَلَمْ تَلْثِمْ جِدَارَ الـمَعْبَدِ |
أَسْرَجْتُهَا كَالصَّافِِنَاتِ وَلَمْ أَقَلْ |
كَسِوَايَ "إِنْ تَرْشُدْ غُزَيَّةُ أَرْشُدِ" |
سَأَجِيْءُ لِلرَّحْمَنِ فَرْداً يَا لَهُ |
مِنْ مَوْقِفٍ إِنْ كُنْتُ لَمْ أَتَزَوَّدِ |
مَا الشِّعْرُ؟ مَقْبَرَةُ الـمَشَاعِرِ؟ رُبَّمَا |
إِنْ بَاتَ لُغْزاً خَلْفَ بَابٍ مُوْصَدِ |
فَإِذَا سَمِعْتَ مُزَمِّراً وَمُطَبِّلاً |
فَأُعَيْمِشٌ يَبْغِي الـهُدَى مِنْ أَرْمَدِ |
دَعْوَى تُخَاتِلُنَا وَتَسْلُبُ بَاقِياً |
مِنْ ذَوْقِنَا وَالفَوْزُ لِلمُتَبَلِّدِ |
وَاسْتَغْلَقَتْ كُلُّ الرُّؤَى وَتَشَابَكَتْ |
وَالعَقْلُ فِيْهَا كَالضَّرِيْرِ الـمُجْهَدِ |
فَاللَّيْلُ صُبْحٌ مُشْرِقٌ وَالصُّبْحُ لَيْـ |
ـلٌ مُظْلِمٌ وَالـجَدْبُ مُخْضَرٌّ نَدِي |
وَالـمَسْخُ إِبْدَاعٌ يَلُمُّ شَتَاتَهُ |
بِشَتَاتِنَا فَامْنَحْهُ بَعْضَ تَوَدُّدِ |
وَالصَّاعِدُوْنَ بِنَا لأَسْفَلَ شَأْنُهُمْ |
كَالنَّازِلِيْنَ بِنَا لأَعْلَى فَاقْتَدِ |
فَإِذَا اقْتَدَيْتَ فَأَنْتَ أَكْبَرُ شَاعِرٍ |
يَسْمُو بِحِسٍّ بَارِدٍ مُتَجَمِّدِ |
سَتَنَالُ أَوْسِمَةً وَيَغْمُرُكَ السَّنَا |
مُتَلأْلِئاً وَتَعِيْشُ عَيْشَ الأَرْغَدِ |
أَفَهِمْتَ مَا أَرْمِي إِلَيْهِ؟ كَأَنَّنِي |
مُتَشَدِّدٌ قُلْهَا وَلا تَتَرَدَّدِ |
إِنْ كَانَ مَا أَدْعُو إِلَيْهِ تَشَدُّداً |
يَا مَرْحَباً عَدَدَ الـحَصَى بِتَشَدُّدِي |
لا يَسْتَقِيْمُ الشِّعْرُ مَبْنَى دُوْنَمَا |
مَعْنَى وَلا مَعْنَى بِمَبْنَىً مُقْعَدِ |
مَاذَا بِبَطْنِ القَارِئِ الـخَالِي إِذَا |
أَخْفَاهُ بَطْنُ الشَّاعِرِ الـمُتَعَمِّدِ؟ |
لا شَيْءَ غَيْرُ الوَهْمِ يَسْكُنُ أَنْفُساً |
عَطْشَى نَمَتْ أَحْلامُهَا فِي فَدْفَدِ |
بَانَتْ وُجُوْهُ القَوْمِ سُوْداً مَاؤُهَا |
يَرْفَضُّ مِنْ تَحْتِ القِنَاعِ الأَسْوَدِ |
أَفَهِمْتَ مَا أَرْمِي إِلَيْهِ؟ فَقَالَ لِي |
وَالعَصْرُ؟ هَلْ يَنْضُو ثِيَابَ تَجَدُّدِ؟ |
رَجْعِيَّةٌ تِلْكَ الَّتِي تَدْعُو لَهَا |
أَتُرِيْدُنَا تَبَعاً بِغَيْرِ تَفَرُّدِ؟ |
جَدِّدْ وَجَرِّبْ فَجِّرِ اللُّغَةَ الَّتِي |
جَمَدَتْ عَلَى شَفَةِ الزَّمَانِ الأَرْبَدِ |
آنَ الأَوَانُ فَعَصْرُنَا مُتَوَشِّحٌ |
حُرِّيَّةً تَفْتَرُّ لِلمُتَجَدِّدِ |
كُنْ أَنْتَ وَاعْتَصِرِ السُّمُوْمَ وَصُبَّهَا |
نَخْباً بِأَقْدَاحِ الـهَزِيْمَةِ لِلصَّدِي |
وَالْبَسْ بُرُوْدَ العُرْيِ جَرِّدْ حِسَّكَ الـ |
ـمَغْمُوْسِ فِي حِضْنِ الدُّجَى الـمُتَجَرِّدِ |
عَاقِرْ بِهِ خَمْرَ الرَّذِيْلَةِ هَاتِكاً |
سِتْرَ الـحَيَاءِ فَمِنْ كُوَاهُ سَتَبْتَدِي |
تِلْكَ القُرُوْنُ البَائِدَاتُ تَحَلَّلَتْ |
تَحْتَ الثَّرَى فَنَفَضْتُ مِنْ يَدِهَا يَدِي |
فَأَجَبْتُهُ وَالـحَرْفُ يَهْدِرُ فِي فَمِي |
كَالـمَوْجِ أَوْ كَالقَاصِفِ الـمُتَوَقِّدِ |
وَاللهِ لَوْ صَاغُوْا النُّجُوْمَ قِلادَةً |
مَا حِدْتُ عَنْ دَرْبِي وَلا عَنْ مَقْصَدِي |
هَذَا أَنَا مَا عَادَ يُرْهِبُنِي نُبَـ |
ـاحُ الكَاشِحِيْنَ وَلا عُوَاءُ الـحُسَّدِ |
الـحَقُّ أَبْلَجُ لا تَغِيْبُ شُمُوْسُهُ |
تَجْلُو خَبَايَا الـخَائِنِ الـمُتَشَرِّدِ |
أَفَهِمْتَ مَا أَرْمِي إِلَيْهِ؟ كَأَنَّنَا |
فِي خَنْدَقٍ وَاللَّيْلُ كَالـمُتَرَصِّدِ |
وَإِذَا رَأَيْتَ الـحَاضِرَ الكَابِي يَضِيْـ |
ـقُ بِأَمْسِهِ فَارْسُمْ تَبَاشِيْرَ الغَدِ! |
فَالسَّامِرِيُّ وَعِجْلُهُ وَوُعُوْدُهُ |
كَذِبٌ وَعِنْدَ اللهِ أَصْدَقُ مَوْعِدِ |